نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
النمسا تعرض مكافأة مالية للاجئين السوريين للعودة إلى وطنهم, اليوم السبت 14 ديسمبر 2024 05:41 صباحاً
أعلنت الحكومة النمساوية، بقيادة المستشار المحافظ كارل نيهامر، عن تقديم مكافأة عودة قدرها 1000 يورو للاجئين السوريين الراغبين في العودة طوعًا إلى وطنهم، بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وأوضح نيهامر في تدوينة على منصة إكس أن هذا العرض يأتي في إطار مساعدة السوريين على إعادة بناء بلادهم بعد سنوات من الحرب.
وأضاف نيهامر أن النمسا ستعيد تقييم الوضع الأمني في سوريا بعد الإطاحة بالنظام السوري، مما قد يمهد الطريق لترحيل اللاجئين، لكن الحكومة أكدت أنها ستركز حاليًا على الترحيل الطوعي.
سياسات متشددة تجاه طلبات اللجوء السورية
بالتزامن مع هذه الخطوة، أعلنت النمسا تعليق معالجة طلبات اللجوء الجديدة المقدمة من السوريين، وهو إجراء يتماشى مع سياسات أكثر من 12 دولة أوروبية أخرى، تسعى إلى تقييد دخول اللاجئين في ظل ضغوط سياسية متزايدة من الأحزاب اليمينية.
وتشكل الجالية السورية أكبر نسبة من طالبي اللجوء في النمسا، ما يضع الحكومة تحت ضغط سياسي وشعبي لإيجاد حلول مستدامة.
التحديات المالية واللوجستية للسوريين العائدين
ورغم أن المكافأة المالية قد تبدو جذابة للبعض، إلا أن تكاليف السفر إلى سوريا، التي تشمل المرور عبر بيروت كوجهة شائعة، تتجاوز قيمة المبلغ المعروض.
حاليًا، تبلغ تكلفة تذكرة طيران باتجاه واحد على الدرجة الاقتصادية إلى بيروت ما يزيد عن 1120 دولارًا، ما يجعل المكافأة غير كافية لتغطية النفقات الأساسية للعودة. كما أوقفت الخطوط الجوية النمساوية رحلاتها إلى الشرق الأوسط بسبب المخاوف الأمنية، مما يزيد من صعوبة تنفيذ خطط العودة.
ضغوط سياسية داخلية وخارجية
تأتي هذه المبادرة في سياق ضغوط متزايدة تواجهها الحكومة النمساوية من الأحزاب اليمينية المتطرفة، التي تسعى إلى تشديد سياسات الهجرة بشكل أكبر. ويحاول المحافظون في الحكومة بقيادة نيهامر تبني نهج متوازن لتقليل المعارضة الشعبية تجاه اللاجئين، خاصة مع استمرار الأزمات الاقتصادية والسياسية داخل الاتحاد الأوروبي.
خلفية: الوضع الأمني في سوريا بعد الإطاحة بالنظام
بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، بدأت دول أوروبية عدة في إعادة تقييم سياساتها تجاه اللاجئين السوريين. وتبقى سوريا بلدًا يعاني من بنية تحتية منهارة وأوضاع أمنية غير مستقرة، ما يجعل قرار العودة بالنسبة للكثيرين محفوفًا بالمخاطر.
ومع ذلك، تؤكد الحكومات الأوروبية أن العودة الطوعية، وإن كانت مشروطة بتحسن الأوضاع، تعد الخيار الأفضل لإعادة بناء البلدان التي تأثرت بالحرب.
هل تنجح مبادرة النمسا في تقليل أعداد اللاجئين؟
يبقى التساؤل قائمًا حول مدى نجاح هذه المبادرة في إقناع السوريين بالعودة إلى وطنهم. ومع محدودية المبلغ المالي المعروض وغياب ضمانات حول تحسين الأوضاع الأمنية والمعيشية في سوريا، من غير المرجح أن تحقق هذه الخطوة تأثيرًا كبيرًا على المدى القريب.
0 تعليق