المصداقية عنوان خطته جمعية مؤسّسة القرض الحسن خلال مسيرتها منذ الثمانينات، وقتها تأسّست هذه الجمعية بمبادرة فردية من شباب لبنانيين، ومن ثم حصلت على ترخيص الدولة اللبنانية.

تعرّضت جمعية القرض الحسن لحملات إعلامية سعت الى تشويه صورتها القانونية لبنانيا وحتّى دوليا، كما فُرضت عليها العقوبات الأميركية. لكن ما واجهته هذه الجمعية خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان من استهدافات عسكرية ممنهجة، أضاء مرّة أخرى على دورها الإجتماعي، الذي يعزّز التكاتف بين الناس، ويخفّف عنهم ثقل الوضع المعيشي، وفضح حجم الألم الذي سبّبته للعدو الصهيوني.

فريق الخط الساخن زار فرعا مدمّراً للقرض الحسن في الضاحية الجنوبية لبيروت، والتقى المسؤول الإعلامي للجمعية علي هزيمة، الذي ذكر أنّ التدمير الذي لحق بالمؤسّسة، لم يقتصر على الفروع المتواجدة في الضاحية الجنوبية، بل شمل كل المناطق وتنوّع بين تدمير كلّي وتدمير جزئي. وأكّد هزيمة على أنّ العدو الصهيوني سعى من خلال هذه الهمجية، الى ضرب البنية التي حظيت بثقة الناس. لكنّهم بعد أربعة أيّام من وقف إطلاق النار وجّهوا رسالة صمود وإنتصار للعالم عبر إعادة فتح 16 فرعا من فروع الجمعية في الجنوب والبقاع وبيروت.

اللافت في حديث هزيمة هو ما ذكره عن استمرار الجمعية في تقديم خدماتها للمودعين لديها حتّى في أيّام الحرب، فكانت أموال الناس وذهبهم تصلهم عندما يطلبونها.

أيضا علّق هزيمة على الفيديو الذي انتشر خلال الحرب واستغلّه الإعلام المعادي لبثّ القلق بين الناس، وكان الفيديو يظهر أموالا متطايرة، وذهبا متناثرا على الأرض، فقال هزيمة إنّهم في المؤسّسة وبفضل الخطط الحكيمة، حافطوا على أمانات الناس وحقوقهم، وذلك الفيديو يعود لمتجر ذهب تعرّض للإستهداف.

انتقلت كاميرا المنار الى فرع آخر للقرض الحسن، بدأ بتقديم خدماته مباشرة بعد أيّام من وقف إطلاق النار، رغم أنّ المبنى تضرّر من جراء سقوط صاروخ عليه من دون أن ينفجر. هناك التقى فريق الخط الساخن مدير الفرع حسن جرادي، الذي تحدّث عن الثقة التراكمية التي زرعتها الجمعية بينها وبين المواطنين، مؤكّدا أنّ مرحلة إثبات لبنانية هذه المؤسّسة وأنّها لكل الأطياف والإنتماءات باتت من الماضي، وما يحسم ذلك أنّ فروعها تنتشر اليوم على الأراضي اللبنانية كافّة.

جرادي عدّد خدمات المؤسّسة التي تتنوّع بين قروض الطاقة الشمسية، قروض تيسير لدعم أصحاب المهن والحرف، خدمة إيداع أموال المساهمين من دون فوائد، خدمة إيداع الذهب وتخزينه ورهنه، شراء الذهب بالتقسيط وفتح حساب مالي بعملة الذهب. وبشّر جرادي اللبنانيين بأنّ الجمعية ستطلق خدمات جديدة كانت تحضر لها قبل الحرب.

المواطنون الذين قصدوا الفرع حيث فريق الخط الساخن وجّهوا كلمات إمتنان وشكر للجمعية التي ساندتهم في الظروف الصعبة، كما عبّروا عن ثقتهم بهذه المؤسّسة وتمنوّا لها النهوض والإستمرار بعزيمة أكبر.

جولة الخط الساخن اختتمت مع أحد مدراء الدوائر في الفرع علي جهجاه، الذي قال إنّهم بعد هذه الحرب، أصبحوا أكثر تيقّنا بأنّ دورهم كبير وهم يحملون أمانة سيحفظونها وفاء للجرحى والشهداء ومنهم شهداء الجمعية. حمد جهجاه الله كثيرا لأنّه عاش في زمن سيّد شهداء الأمّة سماحة السيّد حسن نصرالله، وذكّر بوصف السيّد رضوان الله عليه للمؤسّسة بأنّها قويّة ومتينة ولن تنهار، مؤكّدا أنّه سيحفظ هذا القول جيّدا وسيكون على قدر ثقة السيّد.

المصدر: المنار