كفر الشيخ شحاتة.. نقطة انطلاق عودة الكتاتيب في المنوفية

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كفر الشيخ شحاتة.. نقطة انطلاق عودة الكتاتيب في المنوفية, اليوم الخميس 19 ديسمبر 2024 04:15 مساءً

التقي الوزير  والمحافظ  عددا من أطفال القرية من حفظة القرآن الكريم  بكتاب الشيخ محمود أبو عامر. وأشاد الوزير بالنموذج المتميز للكتاتيب الذي تقدمه المنوفية كصورة من صور تألق المدرسة المصرية في خدمة القرآن الكريم مع مخبز للخبز لخدمة أهالي القرية، قائلا: إننا ندشن برنامج عودة الكتاتيب بجميع مدن وقري مصر وتبني تلك المبادرة ومحاكاتها، كون الكتاتيب  ليست مجرد أماكن لتحفيظ القرآن الكريم، بل هي صروح تعليمية وتربوية تزرع القيم النبيلة وتحفظ الهوية وتبني الإنسان المصري علي الأخلاق الرفيعة والفهم العميق لمعاني الدين  والانتماء الصادق  للوطن وإحياء اللغة العربية السليمة في نفوس الأجيال الجديدة باعتبارها لغة القرآن الكريم مما يحمي الأجيال القادمة من الإرهاب والإلحاد معاً.

أكد الوزير أن  مشروع الكتاتيب يجسد التكامل بين العمل الوطني الجماعي والجهود المجتمعية في تحقيق أهداف بناء مجتمع قوي ومتماسك، مشيرًا إلي اعتماد الوسائل التكنولوجية الحديثة في تطوير منهجية الكتاتيب لتتماشي مع احتياجات العصر ومتطلباته، وذلك من خلال تضافر جهود أهالي القرية وقيادات الدعوة في دعم المبادرة وانجاحها.

فيما أكد المحافظ  أهمية تعزيز الوعي لدي النشء والشباب وتحصينهم ضد الأفكار المتطرفة ونشر صحيح الدين. مما يعد محوراً هاماً لبناء الجمهورية الجديدة التي تتبناها الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي. مثمناً جهود وزارة الأوقاف في تدشين العديد من المبادرات وعلي رأسها "إعادة إحياء مشروع تحفيظ القرآن الكريم" بالقري المصرية. كما كان في العهود السابقة ليكون صرحاً تعليمياً وتربوياً ومنارة وسطية تهدف إلي تعزيز الوعي الديني وغرس القيم الأخلاقية النبيلة.

أشاد المحافظ بالجهود المجتمعية المشاركة وخاصة بنك الطعام المصري علي دعمه الكامل لكافة الفعاليات التي من شأنها توسيع  مظلة الحماية الاجتماعية  للوصول إلي الفئات البسيطة والأولي بالرعاية بالتنسيق مع جميع منظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية. مؤكداً تقديم الدعم الكامل لكافة الفعاليات التي من شأنها تعزيز القيم الدينية السمحة.

ثمن المحافظ دور وزارة الأوقاف في خدمة الدعوة ونشر الفكر الوسطي المستنير ومحاربة الفكر المتشدد وخاصة في الآونة الأخيرة تحت ظل القيادة الرشيدة  للرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيداً بالدور الحيوي للوزارة في التوعية وتقوية الحس الإيماني العام وتعظيم القيم والمباديء الإنسانية والأخلاق الأصيلة، مؤكداً التعاون الدائم والمستمر معها علي كافة الأصعدة للنهوض بوطننا الحبيب وتحقيق التنمية المستدامة في ظل بناء الجمهورية الجديدة لبناء الإنسان.

دار تحفيظ القرآن
تعتبر قرية كفر الشيخ شحاته واحدة من قري مركز تلا محافظة المنوفية، ويتبعها 14 عزبة، ويبلغ تعداد سكانها نحو 20 ألف نسمة، وتعد من القري التي تشتهر بانتشار الكتاتيب في أرجائها وتحفيظ كتاب الله لأبنائها، وكذا لأبناء القري المحيطة والمجاورة بمركزي تلا بالمنوفية، وطنطا بالغربية.

وكان يطلق قديما لفظ "سيدنا" علي من يقوم بتحفيظ القرآن الكريم في الكتاتيب مثل الشيوخ، محمد سليمان ونجله محمد رحمهما الله، ومحمد غباين، وحجازي الحنفي، وأحمد الشال، والسيد بهنسي وغيرهم.

ومن أعلامها السابقين في هذا المجال الشيخ رضا رزق قاريء القرآن المعتمد، والمجود بالقراءات العشر، وكذا الشيخ عبد المنعم الطوخي من القراء المعتمدين بالإذاعة والتليفزيون، وسميت القرية بهذا الاسم نسبة إلي سيدي شحاته الغباشي الإمام الذي حل بالقرية من دولة المغرب ودفن بها وله مقام بمسجده الكائن بها وهو من أكبر مساجد القرية، وهو جد سيدي محمد الغباشي الموجود ضريحه بقرية دراجيل مركز الشهداء بالمنوفية.

أوضح الشيخ محمد موسي "أحد المحفظين بالدار" أن الدار تقبل الدارسين من عمر "5 سنوات" وحتي الأعمار الأكبر، وكذا كبار السن من الجنسين، لافتا إلي أنه يتم تقسيم أيام الأسبوع علي مجموعات من الدارسين والدارسات حسب أعمارهم والأجزاء المقرر حفظها في تلك المجموعات، وأن العمل يبدأ يوميا من الثالثة عصرا ويستمر حتي الانتهاء من آخر مجموعة، وأن الدراسة مجانا، كما يتم توزيع وجبات عشاء لهم بالمجان.

قال د.نبيل كمال "أستاذ الإدارة بإحدي الجامعات الخاصة، ممثل عن "مؤسسة المنة للأعمال الخيرية" أن انطلاق مبادرة عودة الكتاتيب مرة ثانية بأسلوب حديث يأتي من قبل د. أسامة الأزهري وزير الأوقاف والأهم أنها تشمل تعليم الأطفال الذين يعانون من صعوبة النطق. والجديد هو تكليف منسق من أبناء القرية لجذب احتضان الطفل للإقبال علي الدار في سن معينة تبدأ من عمر سنتين، لافتا إلي أن وزير الأوقاف يحرص علي انتشار الكتاتيب علي مستوي القري والأرياف وأحياء المدن علي مستوي الجمهورية، ووجه باندماج المجتمع المدني مع الوزارات المختلفة ومنها الأوقاف مع مصر الخير وبنك الطعام.وتم توقيع بروتوكول بين وزارة الأوقاف ومؤسسة "المنة" إحدي مؤسسات المجتمع المدني، لإنجاح المبادرة.

أعرب الشيخ محمود أبو عامر الذي انطلقت من داره المتبرع بها لتحفيظ كتاب الله بقرية كفر الشيخ شحاته، عن عظيم امتنانه للدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف "لرعايته مبادرة تطوير مكاتب التحفيظ لمسايرة التطور التكنولوجي في العصر الحاضر" تسهيلاً لمتطلبات المتابعة والتقييم.

أكد عبده غباين -من أئمة الأوقاف وأحد أبناء القرية- أن الكتاب هو الذي ينشر الوعي وينمي الطفل لكي يتربي علي أخلاق رسول الله وهو القرآن الكريم، ويجب علي كل ولي أمر أن يوجه ابنه للكتاب لا يطيعه فيما يدعي بأنه يعوق دراسته، وأن يعلمه القرآن، ويتابعه ويراعيه وكذا يشجعه ويحفزه لينشأ نشأة دينية تنعكس علي أخلاقه وسلوكه بما ينفع بها نفسه ومجتمعه.

قال أحمد سيف الدين "موجه أول الوعظ وعضو لجنة الفتوي بالأزهر" تخرجنا جميعا من الكتاب الذي يدل الإنسان علي القيم والمباديء ويهديه إلي الطريق القويم الصحيح والاعتدال السوي، مؤكدا أن القرآن الكريم هو الذي يربي النشء التربية الصحيحة ليعلمه مباديء الدين ويعلمه الخلق.

أشاد الشيخ مسعد الجبالي "مدير إدارة تلا الأزهرية" بمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي "بداية جديدة لبناء الإنسان"، لافتا إلي أن عودة الكتاتيب من جديد في القري والأرياف علي يد محافظين متميزين، والحث علي افتتاح الكثير منها لتعليم وتحفيظ  النشء كتاب الله وتربيتهم علي مبادئه شيء محمود، وأن عودة افتتاح أول كتاب من هذه القرية تبرعا من أحد أبنائها يأتي انطلاقا من تلك المبادرة الطيبة.

أكد د. محمد رجب خليفة، وكيل وزارة الأوقاف بالمنوفية، أن الوزارة تسعي للحفاظ علي دولة التلاوة المصرية، لتخريج الحفاظ المهرة المتقنين باستخدام الأساليب المعاصرة لحفظ القرآن الكريم وتعلم أحكام تلاوته.

أضاف "خليفة" أن الوزارة تبذل جهودًا كبيرة لعودة الكتاتيب الأصيلة بصورة عصرية وفق المنهج الأزهري الوسطي، حمايةً للنشء من التطرف ورعايةً للمواهب المتميزة، إلي جانب تخريج أجيال من العمالقة في قراءة القرآن الكريم، إذ يعد ذلك محورًا رئيسًا لرؤية الوزارة وأهدافها لبناء الإنسان.

قال الشيخ أحمد المزين "موجه شئون القرآن بإدارة تلا الأزهرية، أحد أبناء كفر شحاته" إن دار تحفيظ القرآن بالقرية بدأ العمل بها منذ حوالي شهرين، وبها نحو 400 دارس من مختلف الأعمار والمراحل الدراسية من عمر 3 سنوات وحتي السن بالمرحلة الجامعية، يدرسون بها بالمجان، وأقوم بالتدريس والإشراف عليها وسط نخبة متميزة من المحفظين دون  أجر، لافتا إلي أن التحفيظ وتوفير المأكل والمشرب بها للدارسين بالمجان ويحصل المحفظون والحافظون المتميزون علي مكافآت تشجيعية، وليس لها شروط للالتحاق بها، حيث تقبل جميع الأعمار.

أشار الشيخ سامي الشيخ "موجه أول العلوم الشرعية بإدارة تلا الأزهرية وأحد أبناء القرية" إلي أن انطلاق مبادرة عودة الكتاتيب بافتتاح كتاب دار الشيخ محمود أبو عامر والمقامة علي مساحة تبلغ حوالي نصف فدان بقرية كفر الشيخ شحاته بمركز تلا وبرعاية كريمة من فاعل خير يقوم بتوفير ما يلزم المترددين علي هذا الكتاب من مأكل ومشرب بالمجان، لافتا إلي أن المتبرع بالدار والده الشيخ محمد وجده الشيخ أحمد وعمه الشيخ عبد المحسن أبو عامر هم أهل خير وبر وإحسان وعلم ومن رجال الصوفية.

قال الشيخ أبو المجد ياسين "مدرس قرآن بالأزهر" إنه من واجب الآباء تجاه أبنائهم حثهم علي حفظ كتاب الله وتهيئة الجو المناسب لهم، لأن القرآن الكريم ينفع الإنسان في دنياه وأخراه، فمن أراد الدنيا فعليه بالقرآن ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن، ومن أرادهما معا فعليه بالقرآن، وأن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته، وحامل كتاب الله يشفع لوالديه وينعم بالخير والبركة وليعلم أنه من أفضل خلق الله، ويقول الرسول صلي الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، ويقول "الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة..".

أوضح الشيخ عبد الحميد الششتاوي "أحد أئمة الأوقاف": أن الله من علي عباده بخير كلام، فكان القرآن فجعل الحرف فيه بحسنة، ويضاعف بفضله ومنه لمن يشاء، وأورثه من اصطفي من عباده فأدناهم وحلاهم وجعلهم من أهله إذ حملة القرآن هم أهل الله وخاصته، ورفع به أقواما وخفض به آخرين وجعل المحل الذي ينزل فيه خير محل، والذي ينزل عليه هو أفضل بشر، والمحمل به هو خير ملك، والليلة التي أنزلت فيه هي خير ليلة، والشهر الذي أنزل فيه خير شهر.

ووجه "الششتاوي" رسالة لكل ولي أمر ولدك أنت مسئول عن تغذيته بالغذاءين وأن تلبسه اللباسين، فأما الغذاءان فغذاء البدن بالطعام والشراب، وغذاء الروح بالعبادة والطاعة والقرآن.، وأما الكساءين فلباس ظاهر يستر العورة، ولباس باطن وهو التقوي، وقال إذا أردنا لأبنائنا الغذاء الروحي القلبي واللباس القلبي، فعودة بهم إلي حفظ القرآن في الكتاتيب وفي المساجد ودفعهم إلي الشيخ يعلم ويؤدب ويربي.

الصبية والفتيات
بمناسبة تواجدنا بدار تحفيظ القرآن بقرية كفر شحاته التقينا عددا من الدارسين والدارسات.. قالت أميرة سامي الشيخ، وأسماء محمد الصعيدي، ونورهان رمضان، وحبيبة ياسر "طالبات بالصف الثالث الإعدادي" نواظب علي الحضور يوميا عقب صلاة العصر لحفظ كتاب الله ونحن حفظنا 25 جزءا من القرآن الكريم وحاليا نحفظ سورة المائدة.

أضافت الطالبة نور عزت أنها أتمت حفظ كتاب الله كاملا وتراجع حاليا ما تحفظه حتي يثبت في ذهنها، بينما قالت روضة محمد، ومريم محمود إنه يتم التنسيق بين مواعيد الدروس التعليمية وبين مواعيد حفظ القرآن الكريم.

أكد كل من الطلاب: آدم شحاته بالصف السادس الابتدائي، وياسين أبو سنة، ومحمد حسين بالرابع الابتدائي، ومحمود الأشموني، ومحمود مختار، وعبد الرحمن الديب "بالصف الثاني الابتدائي" وأحمد مصطفي، وأنس باسم "بالصف الخامس" أن  انتظامهم في الكتاب لا يعوق ذهابهم إلي المدرسة والمجموعات وكذا استذكارهم وتحصيلهم الدراسي، وبينهم من أتم حفظ 22 جزءا علي يد الشيخين أحمد المزين. وأحمد أبو سنة.

أشاد أولياء الأمور محمود أبو عطية ورضا فهمى وأحمد رضا بالدور الكبير الذى تقوى به وزارة الأوقاف فى التوعية الدينية والأنشطة القرآنية والدعوية بالمساجد والتواصل المستمر بين الأئمة ورواد المساجد وعودة الكتاتيب مرة أخرى، داعين الله بأن يحفظ مصر وأهلها من كل سوء.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق