تحركات مصرية حاسمة للتهدئة في غزة وتجنيب المنطقة مزيد من الفوضى والاشتعال

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تحركات مصرية حاسمة للتهدئة في غزة وتجنيب المنطقة مزيد من الفوضى والاشتعال, اليوم السبت 21 ديسمبر 2024 02:05 مساءً

لم تتوانَ مصر ولو للحظة عن مدّ يد العون إلى أي دولة عربية أو شعب يعاني، انطلاقاً من التزامها التاريخي والأخلاقي بدورها الريادي في المنطقة العربية. حرصت مصر على تبني سياسات متوازنة وهادفة لتقريب وجهات النظر، وحل الأزمات الإقليمية وفي مقدمتها الأزمة الفلسطينية، والوضع الإنساني في غزة، إضافة إلى دعمها الحاسم لسوريا ولبنان من أجل الحفاظ على سيادتهما واستقرارهما. تأتي هذه التحركات تماشياً مع تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي ولقاءاته المهمة مع قادة العالم، والتي أكدت على ثوابت السياسة المصرية الداعمة للاستقرار والرفض التام لأي تدخل خارجي يهدد أمن دول المنطقة.

 

وفي لقاء جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي بمستشار الأمن القومي الأمريكي "جيك سوليفان" ومنسق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمجلس الأمن القومي الأمريكي "بريت ماكجورك"، جرى استعراض الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأكد الرئيس السيسى أهمية تسريع إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، مشددًا على ضرورة التمسك بحل الدولتين كركيزة أساسية لتحقيق السلام والاستقرار.

 

اللقاء تناول أيضا استعراض تنفيذ وسبل الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان باعتباره نواة لجهود التهدئة الإقليمية، وكذا تطورات الوضع في سوريا وأكد الرئيس في هذا الصدد الأهمية القصوى للحفاظ على وحدة وسلامة أراضي سوريا الشقيقة وأمن شعبها.

 

وفي اتصال هاتفي مع ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، تناول الرئيس السيسي الأوضاع في غزة، حيث أكد الجانبان أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار، والعمل على إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون قيود. كما شدد الرئيس على رفض أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين، وأكد أن التهدئة تعد أساسًا لتحقيق الاستقرار الإقليمي.

 

الزعيمان تناولا خلال الاتصال التطورات في لبنان وسوريا، مؤكدين حرصهما على ضرورة الحفاظ على استقرار البلدين ووحدة وسلامة أراضيهما، وأن الزعيمين حذرا من اتساع رقعة الصراع، وما يمكن أن يترتب على ذلك من تدمير لفرص استعادة السلم والأمن بالمنطقة ومقدرات شعوبها، حيث أكد الرئيس في هذا الإطار حرص مصر على أمن دول الخليج كونه مكوناً أساسياً لمنظومة الأمن القومي العربي.

 

وفي لقاء جمع الرئيس بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، تم التأكيد على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وناقش الجانبان تطورات الوضع في غزة، حيث أكد الرئيس المصري رفض تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين، مشددًا على ضرورة تقديم الدعم الإنساني لسكان القطاع، وبحث الجانبان الأوضاع في سوريا، مشددين على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضيها ودعم عملية سياسية شاملة تضم جميع مكونات الشعب السوري.

 

وفي الشأن اللبناني، دعا الجانبان، إلى الالتزام بقرار مجلس الأمن 1701، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على أمن واستقرار لبنان ورفض أي اعتداء عليه.

 

كما تلقى الرئيس السيسي، اتصالاً هاتفياً من الرئيس القبرصي "نيكوس خريستودوليدس"، وأكد الرئيس على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، مشدداً على أهمية بدء عملية سياسية شاملة تضم كافة مكونات وأطياف الشعب السوري، كما أكد على أهمية سرعة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الرهائن والمحتجزين، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع دون قيود أو شروط وعراقيل.

 

من جانبه أكد الرئيس القبرصي تقديره ودعمه للجهود المصرية المتواصلة وجهود الرئيس شخصيا لتحقيق التهدئة والاستقرار وتفادي تصعيد الوضع في منطقة الشرق الاوسط، بما قد يهدد مقدرات الشعوب وسلامة الدول.


موقف مصر الإنساني والسياسي في غزة 
وقدمت مصر منذ بدء العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ ما يقارب 15 شهرا جهودا إنسانية ودبلوماسية مضنية، حيث كثفت جهودها لإغاثة سكان القطاع، كما تم فتح معبر رفح الحدودي بشكل دائم لنقل الجرحى والمصابين، وإدخال المساعدات الغذائية والطبية قبل أن تحتل إسرائيل الجانب الفلسطيني من المعبر وتعرقل دخول المساعدات. كما أعلنت مصر عن استقبالها آلاف الجرحى لعلاجهم في مستشفياتها، في خطوة إنسانية أشاد بها العالم.

 

وتزامناً مع ذلك، قادت مصر جهوداً دبلوماسية ضخمة بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، حيث استطاعت القاهرة الضغط على الأطراف الدولية والإقليمية لإنهاء الأزمة الإنسانية التي يشهدها القطاع. أسفرت الجهود الأخيرة عن اقتراب الاتفاق من مراحله النهائية وفقاً للتأكيدات الإسرائيلية، وهو ما يُبرز الدور المحوري لمصر في إدارة الأزمات السياسية والإنسانية.

 

وحول الوضع في غزة أكد وزير الخارجية بدر عبد العاطي، أن غياب الإرادة السياسية يمثل العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وأكد أن مصر نجحت في حشد الدعم الدولي لتعزيز الاستجابة الإنسانية في القطاع، مشددًا على ضرورة تنفيذ التعهدات المالية لضمان تلبية الاحتياجات العاجلة لسكان غزة.

 

وثمنت القوى والفصائل الفلسطينية الدور المصري في دعم الشعب الفلسطيني خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. أكدت لجنة القوى الوطنية والإسلامية في غزة أن الجهود المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تعكس الحرص على تخفيف معاناة الفلسطينيين وتعزيز الوحدة الوطنية. وأشادت حركة "فتح" بالحوار الإيجابي مع مصر، معربة عن تقديرها للجهود المبذولة لتقديم الدعم الإنساني، ودعم صمود الشعب الفلسطيني، ومواجهة محاولات تهجير الفلسطينيين.


دور مصر في تهدئة الوضع بسوريا 

منذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011، اتخذت مصر موقفاً متوازناً يدعو إلى الحل السياسي باعتباره الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة. استندت السياسة المصرية إلى احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، ورفضت التدخلات الخارجية العسكرية التي ساهمت في تعقيد المشهد.

 

ونجحت القاهرة في الحفاظ على قنوات التواصل مع كافة الأطراف السورية، حيث استضافت مصر العديد من الاجتماعات والمؤتمرات التي جمعت بين القوى السياسية السورية المعارضة بهدف التوصل إلى حلول توافقية. ساهمت هذه الجهود في تهيئة الأجواء للمفاوضات السلمية ووقف إطلاق النار في بعض المناطق السورية.

 

وأكدت القيادة المصرية مراراً على ضرورة مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله، وهو ما ظهر في البيانات الرسمية لوزارة الخارجية المصرية، خاصةً عند التنديد بالتدخلات العسكرية الأجنبية في الشمال السوري، ورفض الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، بما في ذلك الجولان المحتل.

 

من جانبه، شدد وزير الخارجية على أهمية دعم الجهود الرامية لاستعادة الأمن والاستقرار في سوريا، داعياً إلى عودة اللاجئين السوريين بشكل آمن وطوعي إلى وطنهم، وأكد التزام مصر بدعم عملية سياسية شاملة في سوريا، تشمل جميع مكونات المجتمع السوري. وشدد على ضرورة محاربة الإرهاب وضمان حقوق السوريين. كما أشار إلى استمرار السفارة المصرية في سوريا كدليل على التزام القاهرة بدعم استقرار البلاد.


دور مصر في دعم استقرار لبنان
تُعد مصر من الدول الداعمة باستمرار لاستقرار لبنان منذ الحرب الأهلية التي انتهت باتفاق الطائف عام 1989، وواصلت القاهرة جهودها السياسية والدبلوماسية لضمان تنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بلبنان، وخاصة القرار 1701 الصادر في عام 2006 عقب العدوان الإسرائيلي.

 

وخلال العدوان الأخير الذي شهدته الحدود اللبنانية الجنوبية، لعبت مصر دوراً مهماً في دعم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار عبر الاتصالات المكثفة مع الأطراف الإقليمية والدولية، فيما رحب وزير الخارجية بالتزام لبنان بتنفيذ قرار مجلس الأمن، مشدداً على أهمية احترام سيادة الدولة اللبنانية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

 

وشدد وزير الخارجية على أهمية احترام سيادة الدولة اللبنانية، مع تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 دون انتقائية. وأكد ضرورة دعم المؤسسات الوطنية اللبنانية للحفاظ على استقرار البلاد وتفادي أي تصعيد جديد في المنطقة.


المبادئ والثوابت المصرية في التعامل مع الأزمات الإقليمية
تتحرك مصر في سياستها الخارجية وفقاً لثوابت راسخة وعلى رأسها رفض التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية، الحفاظ على وحدة الدول واستقرارها، وضمان سيادتها الكاملة، وتشجيع الحلول السياسية والدبلوماسية كبديل للصراع المسلح، مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله باعتباره أحد التحديات الرئيسية التي تهدد الأمن القومي.

 

تجسدت هذه المبادئ في دور مصر المحوري تجاه الأزمات في غزة، سوريا، ولبنان، وهو ما أكسب القاهرة احتراماً دولياً وإقليمياً لدورها البناء والملتزم بالحفاظ على الأمن القومي العربي، فمنذ عقود، تواصل مصر دورها التاريخي والمحوري في دعم الشعوب العربية وحل أزماتها، انطلاقاً من إيمانها الراسخ بوحدة المصير العربي. ففي غزة، بذلت مصر جهوداً دبلوماسية وإنسانية ضخمة لإنهاء العدوان الإسرائيلي المتواصل وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني. أما في سوريا، فدعمت مصر الحلول السياسية التي تضمن سيادة الدولة ووحدة أراضيها. وفي لبنان، أكدت مصر على أهمية الحفاظ على استقرار الدولة ورفض أي اعتداء خارجي عليها.

 

تُعد التحركات المصرية مثالاً حقيقياً للدبلوماسية الهادفة، حيث تمكنت من بناء جسور للحوار، وإنهاء الأزمات بطرق سلمية تُجنّب المنطقة مخاطر التصعيد. وتظل مصر، بقياداتها وقواتها المسلحة الحصن المنيع الذي يحمي مصالح الأمة العربية ويعزز أمنها واستقرارها في ظل التحديات الإقليمية المتصاعدة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق