وقد أعرب "رئيس الجامعة" في كلمته عن سعادته بوجود هذه الكوكبة من الضيوف في رحابِ جامعةِ السويسِ، مشيرا إلى أننا نفتخرُ بجامعتنا دائمًا باعتبارِها منارةً للعلمِ والمعرفةِ في محافظةِ السويسِ، وتقدم خدماتها الأكاديمية لمختلف أبناء مصر. موضيفًا بأن هذه الندوةِ التثقيفيةِ الهامةِ تأتي في إطارِ الحرصِ على تعزيزِ الوعي والانتماءِ الوطنيِّ لدى أبنائنا طلابِ مرحلةِ ما قبلَ التعليمِ الجامعيِّ. 

وأكد "حنيجــــــــــل" على أن تواجد أبناء مصر من طلاب التعليم قبل الجامعي يعكسُ مدى الحرص على الاستفادةِ من هذه الفعالياتِ التي تهدفُ إلى غرسِ قيمِ الانتماءِ والولاءِ للوطنِ في نفوسِ أبنائنا الطاهرةِ.

 ثم أوضح "رئيس الجامعة" أن الندواتِ التثقيفيةَ تلعبُ دورًا بالغَ الأهميةِ في تزويدِ الشبابِ بالمعرفةِ الصحيحةِ والمعلوماتِ الدقيقةِ التي تُسهمُ في تنميةِ الوعي لديهم. فهي تُعد أحدَ أهمِّ وسائلِ التواصلِ بين مختلفِ الفئاتِ العمريةِ، وتساعدُ في تبادلِ الأفكارِ والخبراتِ وبناءِ جسورِ التفاهمِ والتعاونِ بين مختلف الفئات العمرية.

مشيرًا إلى أن هذا الحدث التثقيفي يؤكد على أهميةِ المرحلةِ العمريةِ قبلَ الجامعيةِ التي تعتبرُ فترةً حاسمةً في تشكيلِ شخصيةِ الطالبِ وتوجيههِ نحوَ المستقبلِ.

وأكد حنيجل على أن الحرص على تنظيمِ مثلِ هذه الفعالياتِ يأتي من تأكيداتِ فخامةِ السيدِ "الرئيسِ عبدالفتاح السيسي" رئيسِ الجمهوريةِ- القائد الأعلى للقواتِ المسلحة، بضرورةِ الاهتمامِ بالشبابِ في مختلفِ المراحلِ العمريةِ، وتشديدِ فخامته مرارًا على أن بناءَ العقولِ منذ نعومةِ الأظفارِ، لا يقل أهميةً عن بناءِ الأجسامِ، حتى نقدمَ لمصرَ جيلاً من الشبابِ يتمتعُ بدرجةٍ من الوعي تمكنُه من الحفاظِ على وطنهِ في ظلِّ التحدياتِ التي يواجهُها بشكلٍ مستمرٍ.

كما وجه "رئيس جامعة السويس" التحيةَ للقواتِ المسلحةِ المصريةِ، التي تجسدُ دوما أعظمَ الأمثلةِ على الوطنيةِ والفداء لترابِ هذا الوطنِ العزيزِ، الأمر الذي جعلَ شعبَ مصرَ الأصيلَ بكافةِ طوائفهِ يمنحُ جيشَه المخلص منذ فجرِ التاريخِ، ثقةً مطلقةً في كافةِ ما يقومُ به من إجراءاتٍ للحفاظِ على مقدراتِ هذا الوطنِ العزيزِ. حيث بعث من على منبرِ جامعةِ السويسِ، وباسم كافة منسوبي الجامعة تحيةِ ثقةٍ واعتزازٍ برجال قواتِنا المسلحةِ الأبطالِ، قيادةً عامةً وقادةَ الجيوشِ والضباطِ والجنودِ. 

  كما ثمن دور لقواتِ الدفاعِ الشعبيِّ والعسكريِّ الذي تلعبُه في تنميةِ الوعي الثقافيِّ والعلميِّ لدى مختلفِ فئاتِ أبناءِ مصرَ، وتعريفِهم بقيمِ الوطنيةِ والمواطنةِ الحقيقية ويستحق كل تقدير واحترام.

 وأكد "رئيس الجامعة" على قيمة دورَ محافظةِ السويسِ وكافةِ المسئولينَ بها، لحرصِهم على ظهورِ مثلِ هذه الفعالياتِ على أكملِ وجه، إيمانًا بأهميةِ وصولِ الفكرِ القويمِ لكافةِ أبناءِ مصرَ في مختلفِ الفئاتِ العمريةِ، والتركيز على ضرورةِ توفيرِ بيئةٍ تعليميةٍ محفزةٍ تدعمُ الإبداعَ والتميزَ، وتشجعُ على الابتكارِ والبحثِ العلميِّ.

ثم وجه "حنيجــــــــــل" حديثه لأبنائه الطلاب موضحًا أن طريقَ التفوقِ الأكاديميِّ ليس بالسهلِ، لكنه مكللٌ في نهايته بثمارِ النجاحِ والإنجازاتِ. وواجبُنا أن نبذلَ قصارى جهدِنا في تحصيلِ العلمِ والمعرفةِ، لأن ذلك هو السبيلُ الوحيدُ كي نُسعدَ الآباءَ والامهات، وكي نحقق الرقيِّ الازدهارِ بلادِنا، فالعلمُ هو المفتاحُ الذي يمكنُنا من مواجهةِ التحدياتِ وبناءِ مستقبلٍ مشرقٍ لمصرِنا الغاليةِ.

وأوضح أن "جامعةِ السويسِ" تفتحُ أبوابَها لكم، وتتطلعُ إلى استقبالِ هذا الجيلِ الواعدِ الذي نثقُ بأنه سيكونُ الركيزةَ الأساسيةَ لبناءِ الوطنِ وتحقيقِ رؤيتِه المستقبليةِ. مؤكدا على إيمان الجميع بقدرتِ أبنائنا والثقة في إمكانياتِهم، واليقين بأنهم سيكونون على قدرِ المسئوليةِ التي تنتظرُهم.

وقد ألقى اللواء طارق الشاذلي محافظ السويس محاضرة بدأها بالآية الكريمة ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾. حيث أشار الى أن هذا الأمر الرباني موجه للجميع وليس للقوات المسلحة فقط، حيث لابد أن يُعد الفرد قوته فيما يتميز به من امكانات، فمثلا القوي في العلم لابد أن يقوي ذاته في هذا المجال، والقوي في الاقتصاد، والقوة في مختلف المجالات لمساعدة البشر، مؤكدا أن العلم هو مصدر القوة الحقيقي الذي يرهب أي عدو.

ثم تطرق "المحافظ" إلى شرح مفهوم السياسة الذي يقوم على اساس مبدء توطيد العلاقات مع الآخرين مع وضع مصلحة الوطن في المقام الأول دون النظر لأي اعتبار، مشيرًا إلى تشكيل العالم والقوى العالمية المهيمنة على القوى السياسية في الوقت الراهن سواء في الشرق أو الغرب.

وتطرق "الشاذلي" الي الأحداث التي مرت على مصر عقب ثورة ٢٠١١ لاسيما في ظل انشغال الدولة المصرية في الشأن الداخلي الأمر الذي أدى إلى ظهور بعض القوى الاخرى التي حاولت أن تلعب دورا في المنطقة تحت ستار الاسم الإسلامي، الأمر الذي أدى الى القضاء على مختلف الدول والكيانات السياسية مثل العراق سوريا واليمن وغيرها، نتيجة لتدخل هذه القوى.

كما أشار"المحافظ" إلى قضية سد النهضة موضحًا أن موقف مصر مؤيد للحق في التنمية للجانب الإثيوبي، في توليد الطاقة، دون المساس بحق مصر التاريخي في مياة النيل، ودون الوجود أي تهديد لسلامة الأشقاء في السودان التي تعد الامتداد الاستراتيجي لمصر.

كما تطرق "محافظ السويس" إلى استعراض الوضع السياسي على الحدود الغربية لمصر حيث الأشقاء الليبيين، مشيرا إلى أن عدم وجود جيش وطني في الدولة الليبية يستطيع أن يحمي مقدراتها وثرواتها جعل منها مطمعًا للعديد من القوى اقليميا ودوليًا، وأدى إلى وجود حالة من عدم الاستقرار طول أكثر من عقد من الزمان منذ قيام ثورتهم في ٢٠١١. 

ثم تحدث "محافظ السويس" عن الوضع السياسي في المختلف الدول الأفريقية التي تعد مصدرا غنيًا للعديد من الثروات التي تجذب مختلف القوى العالمية لاستغلالها، واستعرض مختلف الأزمات التي مر بها العالم، وكان لها تأثير على الاقتصاد المصري، بدءًا من وباء كورونا، ثم الحرب الروسية الاوكرانية وما ترتب على ذلك من تبعات وتأثيرات سلبية على حركة النمو الاقتصادي في مختلف دولةالعالم.

وعلى الصعيد المصري أشار "محافظ السويس" الى إعلان مصر القضاء على الإرهاب في سيناء، وسعي بعض القوى إلى تقليص دور قناة السويس في حركة التجارة العالمية، للضغط على مصر وسعي الكيان الصهوني للقضاء على القضية الفلسطينية من خلال تهجير الأشقاء الفلسطينين من أراضيهم وتوطينهم في سيناء وغيرها من المناطق.

"محافظ السويس" يؤكد : توازن علاقات مصر مع مختلف القوى الدولية أدى إلى استقلالية واضحة في القرارات تحقق مصالح مصر في المقام الأول 

وأكد "الشاذلي" على أن الدولة المصرية تمكنت خلال السنوات القليلة الماضية، ووسط هذا الزخم الكبير من الصراعات أن تحقق التوازن في علاقاتها ومصالحها مع مختلف القوى العالمية سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو العسكري، بحث لايتمكن أحد أن يتحكم في القرار المصري الذي بات مستندًا على قدرات وامكانات وجهد الدولة المصرية. مشيرًا إلى أن هذا الأمر ظهر جليًا في العديد من المواقف لاسيما الموقف المصري من القضية الفلسطينية. 

واستعرض "الشاذلي" بعض ما قامت به الدولة المصرية من مشروعات عملاقة استهدفت تقديم خدمات إنسانية مميزة للمواطن المصري البسيط لاسيما المشروعات التي تستهدف الفئات التي تقطن العشوائيات، وضرب بعض الأمثلة على مشروعات الاسمرات وغيرها، وما أسفرت عنها من تخريج شباب واعي تمكن من تحقيق إنجازات على المستوى الرياضي دوليا عقب توجيه الاهتمام والعناية بهم.

واختتم  اللواء "طارق الشاذلي" محافظ السويس محاضرته بضرورة التأكيد على مبدأ الاخذ بالاسباب لأجل الرقي والتقدم والنجاح، مؤكدا على أن العلم هو سبيل التقدم والرقي تكنولوجيا واقتصاديا وسياسيًا، وأن العلم والالتزام بما يقدمه العلم سيؤدي حتما للنجاح، وأن عدم الالتزام بالعلم وعدم الاخذ بالاسباب من المؤكد سيؤدي لكوارث وخسائر كبيرة، مشددا على كافة أبنائه من الطلاب الحضور بضرورة التحلي بالعلم والاجتهاد والعمل.

وأشار إلى أن النجاح مقرون بالعمل والتعب، مشددًا إلى ضرورة عدم النظر للانجاز بنظرة التعالي، بل لابد من التواضع وبذل قصارى الجهد، مؤكدا على ضرورة ممارسة العادات الصحية السليمة من ممارسة الرياضة والفذاء السليم ومصاحبة المتميزين، مشددا على أن الشباب الحالي هو مصدر تقدم البلاد في الفترة القادمة.

عقب ذلك ألقت الدكتورة غادة عامر محاضرة بعنوان "فهم المخاطر الرقمية : خطوات لحماية نفسك" تناولت فيها تعريف التكنولوجيا والمشكلات التى تقابلها، استشراف المستقبل والثروة الصناعية الرابعة، المخاطر الاجتماعية و اخطار التكنولوجيا الاتى تسببها التكنولوجيا الحديثة، الهوية الرقمية (البصمة الرقمية)، سرقة البصمة الرقمية، وكيفية المواجهة، والحفاظ على الهوية (المحافظة على الذات ومن حولك، المحافظه على أمن جهازك وملفاتك الشخصية.

ثم تم عرض كورال أطفال لعدد من الاغنيات الوطنية، التي نالت اعجاب كافة الحضور.

 تلى ذلك كلمة السيد اللواء أسامة عبد الحميد داود قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري الذي نقل تحيات معالي الفريق أول عبد المجيد صقر وزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة، السيد الفريق  أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة.

ثم أعرب عن سعادته لتواجده في جامعة السويس باعتبارها أحد صروح العلم المصرية 

 وجهه فيها التحية لمحافظة السويس ولجامعة السويس ومديرية التربية والتعليم بالسويس، للجهد المبذول لتخريج جيل مسلح بالعلم والمعرفة يستطيع الإبداع والتفكير لأجل تحقيق رؤية الجمهورية الجديدة رؤية مصر ٢٠٣٠.

وأشار قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري إلى أن اهتمام الدولة المصرية بالتعليم، جعل لزاما على  القوات المسلحة بضرورة المشاركة في بناء جيل قادر على التحديات الارتقاء بمستوى الفكر والوعي من خلال تأسيس الفكر العسكري في التعليم ما قبل الجامعي.

وأوضح "داود" أن القيادة السياسية قد حرصت على تخليد دور أبناء مصر الذين قدموا أرواحهم الطلعرة ودمائهم الزكية لقاء الحفاظ على مقدرات الشعب. ثم وجه الكلمة لأبنائنا الطلاب بأهمية العمل والاجتهاد والأخذ الأسباب والابتعاد عن ما تقدمه وسائل التواصل الاجتماعي من مواد غير دقيقة ومعلومات مغلوطة، مؤكدا على ضرورة التحلي بالقيم والأخلاق والاحترام في كافة سلوكياتهم.

مؤكدا أن مصر تستحق منا جميعا أن نبذل من أجلها كل غال ونفيس بالجد والاجتهاد، مشيرا إلى أن العلم هو مصباح الحياة ووسيلة التقدم والتحضر، موضحا أن العلماء هم ورثة الأنبياء. 

ثم فقرة تكريم الشهداء التي حيث قام السيد المحافظ، وقائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري ورئيس الجامعة بتكريم عدد من أسر الشهداء، تقديرا للدور الذي لعبوا في الحفاظ على مقدرات هذا الوطن العزيز. 

أعقب ذلك فقرة تبادل الدروع ثم عزف السلام الوطني .

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل