نشر في باب نات يوم 26 - 12 - 2024

أطلقت الصين حملة واسعة النطاق على مستوى البلاد لتشجيع الأسر على إنجاب مزيد من الأطفال، في محاولة للتصدي للأزمة الديموغرافية الحادة التي تواجهها، حسبما أفادت صحيفة *فايننشال تايمز* البريطانية.
إجراءات مكثفة لدعم الإنجاب
تشمل الحملة التي تقودها الحكومات المحلية خطوات عملية تتراوح بين التواصل المباشر مع النساء المتزوجات لسؤالهن عن خططهن للإنجاب، إلى تقديم حوافز مالية للآباء الذين ينجبون أكثر من طفل. وفي بعض الحالات، دعت السلطات النساء إلى إجراء فحوصات جسدية استعدادًا للحمل.
...
كما شملت الجهود الجامعات، حيث طُلب منها تقديم دورات تعليمية تُعرف ب"دورات الحب" لتشجيع العلاقات بين الطلاب غير المتزوجين، بينما تنشر وسائل الإعلام الحكومية مقالات منتظمة حول أهمية وفوائد الإنجاب.
تحذيرات ودعوات رئاسية
في إطار الحملة، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى تعزيز ثقافة تدعم إنجاب الأطفال وتربيتهم، مؤكدًا أهمية بناء مجتمع ينظر بإيجابية إلى هذه القيم. جاءت هذه الدعوة في وقت انخفض فيه عدد سكان الصين خلال عام 2023 بمقدار 2.08 مليون نسمة، حيث سُجلت 9.02 مليون ولادة جديدة مقابل 11.10 مليون حالة وفاة.
تغيرات في سياسة تحديد النسل
كانت الصين منذ سبعينيات القرن الماضي تتبع سياسة صارمة لتحديد النسل، تقوم على مبدأ "عائلة واحدة، طفل واحد". لكن مع التراجع الحاد في معدل المواليد وتزايد شيخوخة السكان، بدأت الحكومة في تخفيف القيود تدريجيًا. ففي يناير 2016، سُمح لكل أسرة بإنجاب طفلين، وفي مايو 2021 ارتفع العدد المسموح به إلى ثلاثة أطفال.
التحديات التي تواجه الحملة
رغم الحوافز والإجراءات الحكومية، تواجه الحملة تحديات كبيرة، من بينها ارتفاع تكاليف المعيشة، وتغير الأولويات الاجتماعية، وصعوبة إقناع الشباب بتكوين عائلات كبيرة. ومع استمرار انخفاض عدد السكان، تظل هذه الحملة بمثابة اختبار رئيسي لقدرة الصين على مواجهة أزمة ديموغرافية قد تؤثر على استقرارها الاقتصادي والاجتماعي على المدى البعيد.
تابعونا على ڤوڤل للأخبار

.