نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لماذا أنزل الله الكتب وبعث الرسل؟ وما سبب اختلاف الناس فيها؟ تأملات من الدكتور يوسف أبو عواد, اليوم الخميس 26 ديسمبر 2024 09:00 مساءً
نشر في باب نات يوم 26 - 12 - 2024
في رحلة تدبرية عميقة بين آيات القرآن الكريم، يفتح الدكتور يوسف أبو عواد نافذة تأملية حول سبب إنزال الكتب السماوية وبعث الرسل، والأسباب الكامنة وراء اختلاف الناس في فهم تلك الكتب، مستعينًا بآيات القرآن الكريم لتوضيح الحقائق التي قد تبدو غامضة للكثيرين.
تشبيه الحمار يحمل أسفارًا: إعادة قراءة متأنية
ينطلق الدكتور أبو عواد من قوله تعالى: "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارًا" (الجمعة: 5). يشير التفسير الشائع إلى أن التشبيه هنا يتعلق بمن حملوا التوراة ولكن لم يعقلوا معانيها. إلا أن الدكتور يرى أن الآية تحمل معنى أعمق، حيث يشير الجزء الأول إلى الذين تركوا التوراة الأصلية، واستبدلوها بأسفار متعددة أضافت مزيدًا من التشتت والاختلاف.
...
أصل الوحدة والاختلاف بين الناس
من خلال تتبع الآيات القرآنية، يستنتج الدكتور أبو عواد أن البشر كانوا في الأصل أمة واحدة على الفطرة التي فطرهم الله عليها. إلا أن الاختلاف بدأ عندما ظهرت مناهج تخالف منهج الله، وهو ما دفع الله إلى إنزال الكتب وبعث الرسل. ويستند في ذلك إلى قوله تعالى: "كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه" (البقرة: 213).
يشير هنا إلى أن الاختلاف بين البشر لم يكن بسبب غموض الكتب السماوية، بل نتيجة للبغي بينهم، كما ورد في قوله تعالى: "وما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم" (الجاثية: 17).
الكتب السماوية: وسيلة لإعادة الوحدة
يوضح الدكتور أن الهدف الأساسي من الكتب السماوية هو إعادة الناس إلى الوحدة التي فقدوها بسبب الاختلاف، حيث قال الله: "وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه" (النحل: 64). فالكتب السماوية واضحة وبينة، وهي المرجع الوحيد الذي يمكنه أن يعيد الناس إلى الحق.
لماذا استمر الاختلاف بعد نزول الكتب؟
يعود الدكتور للإجابة عن السؤال المحوري: لماذا استمر الاختلاف رغم وضوح الكتب السماوية؟ ويستنتج أن السبب الرئيسي هو البغي والطمع البشري. فالناس تحركهم أحيانًا غرائزهم، وتعصبهم لما يملكون من علوم مصطنعة أو مصالح ذاتية، مما يؤدي إلى تحريف الآيات أو إساءة فهمها.
العودة إلى الكتاب: الحل الوحيد
يؤكد الدكتور أبو عواد أن الحل الوحيد للخروج من دوامة الاختلاف هو العودة إلى آيات الله البينات بحيادية وتجرد، بعيدًا عن أي تأثيرات خارجية أو تحيزات مسبقة. ويشدد على أهمية النظر إلى الآيات الإلهية كمرجع نهائي للفصل في أي اختلاف.
الخلاصة: معنى التشبيه في الآية
في النهاية، يرى الدكتور أن التشبيه الوارد في الآية الكريمة يعبر عن حال من استبدلوا الكتب السماوية الحقة بأسفار متفرقة لا تؤدي إلى حقائق واضحة، تمامًا كالحمار الذي يحمل أسفارًا لكنه لا يعي منها شيئًا.
رسالة الفيديو
يدعو الدكتور يوسف أبو عواد الجميع إلى تدبر الكتب السماوية بعمق وتجرد، والاستناد إلى آيات الله كمرجع مطلق للوصول إلى الحق، مع التأكيد على أن الفطرة النقية والبينة الإلهية هما المفتاح لفهم الرسالة السماوية الحقة.
تابعونا على ڤوڤل للأخبار
.
0 تعليق