«فوز ترامب».. تحول عميق في السياسة الأمريكية وتداعياته على النظام العالمي

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«فوز ترامب».. تحول عميق في السياسة الأمريكية وتداعياته على النظام العالمي, اليوم الجمعة 8 نوفمبر 2024 07:15 مساءً

رأى الكاتب إيفو دالدر، السفير الأمريكي السابق لدى حلف الناتو والرئيس التنفيذي لمجلس شيكاغو للشؤون العالمية، أن فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية ليس مجرد انتصار شخصي، بل هو تحول عميق في المشهد السياسي الأمريكي والعالمي، حيث يعكس المزاج العام في الولايات المتحدة الذي يتسم بعدم الرضا عن الوضع القائم، خصوصًا فيما يتعلق بالتضخم والهجرة غير المنضبطة.

وذكرت دالدر في مقال تحليلي، وفق ما نقلته مجلة بولتيكو الأوروبية، أنه في خطاب النصر الذي ألقاه بعد فوزه، أعلن ترامب عن عزمه تطبيق شعاره الشهير "الوعود التي قطعتها، تم الوفاء بها"، مُظهرًا التزامه بتنفيذ برنامجه الطموح منذ اليوم الأول، واحتوى خطابه على تعهدات متشددة تتضمن ترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين، واستخدام القوة العسكرية ضد منتقديه، بالإضافة إلى شن حملات ضد وسائل الإعلام ووزارة العدل.

كما وعد ترامب بتقليص حجم الحكومة الفيدرالية وإلغاء التحقيقات المتعلقة بسلوكه الشخصي من خلال الضغط على المحكمة العليا لحمايته من الملاحقات القانونية.

ويعلق دالدر قائلاً: "العديد من الأمريكيين لا يحبون ترامب أو يوافقون على سياساته، لكنهم يريدون التغيير في وجه الوضع القائم"، مضيفًا أن فوز ترامب جاء مدفوعًا بمشاعر الغضب الشعبي ضد الحكومة الحالية، لا سيما بسبب التضخم غير المسبوق والهجرة التي يراها الكثيرون خارجة عن السيطرة.

لكن الانتخابات لا تقتصر على النوايا، بل تحمل أيضًا عواقب بعيدة المدى. فعودة ترامب إلى السلطة تعني تغييرًا في سياسات الولايات المتحدة داخليًا وخارجيًا، وهو ما يثير قلق الكثيرين في الساحة السياسية الأمريكية والعالمية.

وأشار دالدر أنه منذ عام 1945، كانت الولايات المتحدة بمثابة القوة العظمى التي تحكم النظام العالمي من خلال "باكس أمريكانا" أو "السلام الأمريكي". هذا النظام ركز على تحقيق الاستقرار العالمي من خلال نشر الديمقراطية، وتعزيز التجارة الحرة، ودعم سيادة القانون. إلا أن ترامب، حسب تصريحات دالدر، لا يعتقد أن على الولايات المتحدة أن تواصل لعب هذا الدور القيادي.

ولطالما رأى ترامب التحالفات الدولية باعتبارها "عصابات حماية"، حيث تكون قيمة الشراكة مع الولايات المتحدة مرتبطة بمقدار المال المدفوع بدلاً من تحقيق السلام والأمن العالميين. وهو يعارض التجارة الحرة ويفضل فرض تعريفة جمركية على الواردات الأمريكية، حتى لو كان ذلك سيؤدي إلى أزمة اقتصادية كبيرة.

وفي الوقت الذي ينشغل فيه ترامب بسياسات "الولايات أولًا"، تتزايد المخاوف من أن انهيار النظام الدولي القائم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية قد يعمق انقسامات العالم.

ويشير دالدر إلى أن حرب روسيا على أوكرانيا كشفت عن مخاطر الاعتماد على الغاز الروسي، بينما أدت سياسة الصين نحو الاكتفاء الذاتي الاقتصادي إلى تساؤلات حول الاعتماد على أسواقها.

وأكد أن أحد أكبر التحولات سيكون في المجال الأمني في أوروبا. مع انسحاب الولايات المتحدة تدريجيًا من تحالفاتها العالمية، سيكون على القارة الأوروبية أن تتحمل المزيد من المسؤولية في حماية أمنها، خاصة في ظل التهديدات المتزايدة من روسيا.

أما في آسيا، فستضطر الدول التي تشترك في حدود جغرافية مع الصين إلى اتخاذ قرارات صعبة بشأن كيفية التعامل مع الصعود المستمر للصين كقوة عالمية، وقد تجد هذه الدول نفسها أمام خيارات محدودة بين التوازن مع القوة الصينية أو التكيف معها.

وأشار دالدر إلى أنه من المتوقع أن تنتهي حقبة "باكس أمريكانا" رسميًا في 20 يناير 2025، عندما يتم تنصيب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة للمرة الثانية. بينما يستعد العالم لمرحلة جديدة من السياسة العالمية، يُتوقع أن تكون العواقب طويلة المدى لهذه التحولات في السياسة الأمريكية واضحة في الأشهر والسنوات القادمة.

وفي الختام، يتساءل الكثيرون عن طبيعة الولايات المتحدة التي ستظهر بعد 2025، وما إذا كانت ستواصل لعب دور القوة العظمى التي تشكل النظام الدولي، أو إذا كانت ستتراجع لتصبح قوة محورية تسعى لتحقيق مصالحها الوطنية فقط، تاركة العالم لمواجهة تحدياته بمفرده.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق