نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
يُحكى أن, اليوم الثلاثاء 3 ديسمبر 2024 06:38 مساءً
"مصر تواجه تحديات غير مسبوقة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية في توقيت واحد إلا أنها ستبقى في أمن وأمان بحفظ الله تعالى".. العقيد غريب عبد الحافظ غريب، المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة المصرية.
"لا تكون حضارة إلا في دولة بقائها وجودي.. وإذا تداعت الحضارة وبقيت الدولة أمكن استعادة الحضارة بسهولة".. المؤرخ والفيلسوف وعالم الحضارات الإنجليزي أرنولد توينبي.
في ربوع قرية تتوسط جميع القرى وتقع في قلبها، ولد في القرية أول مولود وأقدم مولود، أخ أكبر حمل على عاتقه مسؤولية غير متوقعة، كان هو العمود الفقري لعائلة كبيرة، الأخ الأكبر لـ 22 شقيقاً، بعضهم لم يتجاوز بعد ريعان الشباب، تجاوزت حكمة الأخ الكبير عمره المديد والطويل الذي سبق أعمار جميع إخوته وأعمار كل أبناء القرية والقرى المجاورة، وكان يدرك من حكمته التي تتجلي من عينيه أن دوره يتعدى كونه مجرد أخ أكبر، بل هو قائد، وموجه، وحامي لهذه العائلة المترامية الأطراف التي تتكون من اثنين وعشرين شقيقًا.
أحب الأخ الكبير إخوته حباً صادقاً، وكان يراهم كفروع شجرة واحدة، متصلة به بجذور عميقة. عمل ليل نهار ليوفر لهم كل ما يحتاجونه، ولم يبخل عليهم بحنانه وعطفه، كان يرى في سعادتهم وسعادته، وفي راحتهم راحته وفي أمانهم أمانه.
ولكن، كما هو الحال في كل عائلة، كانت هناك اختلافات في الرؤى والأهداف، فبينما كان الأخ الأكبر يسعى جاهداً لبناء مستقبل مشرق لعائلته الكبيرة التي يبلغ تعدادها به 23 أخًا شقيقًا، كان بعض إخوته الأصغر ينشغلون بأمور تافهة، ويطمحون إلى حياة سهلة ومرفهة. كانوا يرون في المال هو كل شيء، ولم يفهموا قيمة التضحية والعطاء.
وفي أحد الأيام، وقعت حادثة كادت أن تفتت أواصر هذه العائلة. اندلعت مشكلة كبيرة بين أفراد العائلة وبين جيرانهم من أبناء القرية والقرى المجاورة، وتورط بعض الإخوة الأصغر في هذه المشكلة بسبب تهورهم وعدم حكمتها. أدت هذه المشكلة إلى خلافات عميقة بين أفراد العائلة، وكادت أن تؤدي إلى تشتتهم وانقسامهم.
في هذه اللحظة الحرجة، ظهرت حكمة الأخ الأكبر بوضوح. فقد تمكن بذكائه وحكمته من تهدئة النفوس، وإطفاء نار الفتنة، عمل جاهداً على إصلاح ما أفسده الآخرون، وجمع شمل العائلة من جديد، ووقف بالمرصاد بقوته وحكمته وعمره المديد ضد أبناء قريته المعتدين وأبناء القرى الأخرى.
كان منطلقه في ذلك عدم الخوض فيما خاض فيه إخوته الاثنين والعشرين الصغار من أمور تسببت في تشتتهم وانقسامهم وغلبة أبناء القرية والقرى المجاورة عليهم، فحافظ على نفسه جيدًا، إذ بينما إخوته منشغلون باللعب واللهو ومعاندة بعضهم بعضًا ورغم محاولاته المستمرة على استيعاب الخلاف بينهم لتنببه دونهم بخطورة ما يحاك لهم وهدف خارجي بتدميرهم بشكل كامل، فاستطاع أن يحافظ على نفسه ثم بالتالي يحافظ على أشقائه.
لم يكن هذا الأمر سهلاً، فقد تطلب منه الكثير من الصبر والتسامح. ولكنه كان مصمماً على الحفاظ على وحدته أسرته، وعلى حماية إخوته من أي أذى.
بعد هذه المحنة، أدرك الإخوة الأصغر قيمة الأخ الأكبر، وتأكدوا من أنه الشخص الوحيد الذي يمكنهم الاعتماد عليه في كل الأوقات، وعاش الإخوة الثلاثة والعشرين في سعادة ورخاء، بعد أن تمكن الأخ الكبر من الحفاظ عليهم وعلى وجودهم، فتأكدوا أن الأخ الأكبر الذي لم يغفل يومًا عن المكائد والمؤامرات التي تحاك بإخوته الاثني عشر وله، فتمكن من التغلب عليها وأصبح هو الحامي والقائد الذي لا يضاهى.
0 تعليق