وصفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية معركة "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها حركة "حماس" بقيادة يحيى السنوار في 7 أكتوبر 2023، بأنها بداية سلسلة من الأحداث المتلاحقة التي غيّرت وجه الشرق الأوسط.

وقالت الصحيفة: "ما أقدم عليه زعيم حركة حماس الراحل، يحيى السنوار، أشعل سلسلة تطورات يصعب التنبؤ بتأثيرها، لكنها حتما تعيد تشكيل الخارطة السياسية والإقليمية."

وأشارت إلى أن الهجوم الذي نفذته "حماس" على منطقة غلاف غزة في ذلك اليوم أدى إلى "هزات ارتدادية" شملت ساحات جديدة، كان أبرزها سوريا، حيث فوجئت الاستخبارات الإسرائيلية بالتطورات الميدانية هناك بعد أن ركّزت جهودها على جبهتي غزة ولبنان.

وأضافت الصحيفة أن تقارير الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة تحدثت عن بوادر تعافٍ داخل الجيش السوري، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يكن وحده الذي تفاجأ، بل إن وكالات استخبارات إقليمية ودولية أخرى أخفقت في توقع هذه التحولات.

كما لفتت هآرتس إلى أن تنبؤ وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك حول إعادة تشكل سوريا تحقق، وإن كان بعد أكثر من عقد.

بالتزامن مع ذلك، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن تقييد حركة المرور في منطقة الجولان واعتبار الأراضي الزراعية القريبة من الحدود مع سوريا مناطق عسكرية مغلقة.

جاء هذا التطور في ظل إعلان فصائل المعارضة السورية دخولها دمشق وسقوط النظام، فيما أكد رئيس الحكومة السورية محمد الجلالي استعداده للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب، مع تشديده على استمراره في إدارة شؤون المؤسسات العامة حتى تسليم السلطة.

وأعلن قائد العمليات العسكرية للجماعات المسلحة، أحمد الشرع المعروف بـ"الجولاني"، أن الحكومة السورية ستواصل عملها تحت إشراف الجلالي حتى يتم الانتقال السلمي للسلطة.

هذه التحولات تشير إلى تغير كبير في المشهد الإقليمي، مع استمرار انعكاسات "طوفان الأقصى" على نطاق أوسع مما كان متوقعًا.