أثار سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وهروبه من البلاد بعد سيطرة فصائل المعارضة على العاصمة دمشق، موجة من ردود الفعل الدولية التي تباينت بين الترحيب الحذر والدعوات للحفاظ على استقرار البلاد.في هذا التقرير، نستعرض أبرز المواقف الدولية تجاه هذا التحول التاريخي في سوريا.

تركيا: نهاية حقبة الأسد وعودة السوريين لوطنهم

أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن سقوط نظام بشار الأسد يمثل نهاية لحقبة طويلة من عدم الاستقرار في سوريا.

وأضاف فيدان، خلال تصريحات أدلى بها من الدوحة، أن أنقرة ملتزمة بدعم العملية الانتقالية بما يضمن سلامة الشعب السوري، مع التشديد على وحدة أراضي البلاد.

وأشار إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان سبق وأن مد يده للنظام السوري لتحقيق وحدة الصف، لكن تلك الجهود قوبلت بالرفض. ومع سقوط النظام، بات بإمكان ملايين السوريين اللاجئين العودة إلى وطنهم.

وأوضح فيدان أن تركيا ستقدم كل المساعدة الممكنة للإدارة السورية الجديدة للتغلب على التحديات الاقتصادية وإعادة بناء مؤسسات الدولة. كما حذر من استغلال التنظيمات الإرهابية للوضع الراهن في سوريا.

الأردن: الحفاظ على وحدة واستقرار سوريا

من جانبه، أكد مصدر حكومي أردني أن عمان تتابع التطورات في سوريا عن كثب. وأشار إلى أهمية الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة الأراضي السورية، مشددًا على ضرورة إعادة تفعيل مؤسسات الدولة السورية لتحقيق السلام الداخلي.

وأوضح المصدر أن الأردن يدعم الجهود الإقليمية والدولية لضمان استقرار سوريا وتعزيز الأمن الإقليمي.

مصر: دعوة لتغليب المصلحة الوطنية وبدء مرحلة سياسية جديدة

في بيان رسمي، أعربت وزارة الخارجية المصرية عن متابعتها للتغيرات الحاصلة في سوريا. وأكدت القاهرة دعمها الكامل لسيادة سوريا ووحدتها، داعية جميع الأطراف السورية إلى صون مقدرات الدولة ومؤسساتها الوطنية، والبدء في عملية سياسية شاملة تضع مصلحة البلاد في المقدمة.

كما شدد البيان على أهمية دعم الشعب السوري في تجاوز محنته، والعمل على إعادة الإعمار، وضمان العودة الآمنة للاجئين، وتعزيز الاستقرار الذي طالما افتقده السوريون.

عودة اللاجئين: بداية جديدة للسوريين

تزامنًا مع هذه التصريحات، تداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي مشاهد لعودة مئات اللاجئين السوريين من تركيا إلى بلادهم عبر معبر باب الهوى الحدودي، في خطوة قد تعكس بداية لعودة أوسع في المستقبل القريب.

المجتمع الدولي: مرحلة جديدة لسوريا

مع سقوط نظام الأسد الذي استمر قرابة نصف قرن، يترقب المجتمع الدولي الخطوات المقبلة لإعادة بناء سوريا وضمان انتقال سياسي يعيد للسوريين استقرارهم المنشود.