نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. ترامب يفتح حربا تجارية على الجميع, اليوم الاثنين 23 ديسمبر 2024 11:18 مساءً
نشر في الشروق يوم 23 - 12 - 2024
يبدو أن العالم مقبل على صراع اقتصادي محموم ، خاصّة أن الدولة التي تتربّع على عرش الاقتصاد العالمي (أمريكا) تستعدّ لولاية ثانية للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب المعروف بنهمه تجاه كل ما يتعلّق بالمال والتجارة والاقتصاد.
دونالد ترامب المعروف برجل الصفقات وقبل حوالي أقل من شهر(20 جانفي المقبل) من تنصيبه رسميا كرئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية، أطلق حربا تجارية مبكّرة على الجميع ولم يستثن حتى الأصدقاء منها.
فبعد لجوئه مجددا للتلويح بسلاح "التعريفة الجمركية" ضد الاتحاد الأوروبي، وهو أحد أكبر شركاء الولايات المتحدة التجاريين، هدّد ترامب باستعادة السيطرة على قناة "بنما" بسبب رسوم المرور المفروضة التي وصفها ب"السخيفة".
من جهة أخرى اقترح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مجددا أن تكون كندا الولاية الأمريكية الحادية والخمسين، مشيرا إلى أن هذا الاحتمال "فكرة عظيمة"، كما جدد طموحه بالسيطرة على إقليم غرينلاند الدنماركي.
طموحات وعقوبات ترامب هذه، واجهت سخطا كبيرا من قبل جميع المستهدفين خاصّة أنّها استهدفت أقرب حلفاء الولايات المتحدة الامريكية وعلى رأسهم الاتحاد الاوروبي الذي يستعدّ لصراع اقتصادي مرير مع ترامب.
الصين هي الأخرى تستعدّ لحرب تجارية شعواء مع الرئيس الأمريكي الجديد، الذي لا يخفي عداءه للاقتصاد الصيني الذي يستعدّ للتربّع على عرش الاقتصاد العالمي في السنوات المقبلة ويثير لعاب ترامب الذي يريد الحدّ من نموّه السريع عبر الرسوم الجمركية ومنع توسّعه في العالم خاصّة في الدول الأمريكية وفي مناطق نفوذ واشنطن.
وعكس خصومه الديمقراطيين الذين أطاح بهم من الحكم، لا يبدو ترامب مغرما بالحروب العسكرية الخارجية والتدخّل في شؤون الدول الأخرى بالقوة، وإنما يبدي اهتماما كبيرا بالاقتصاد الذي يراه مفتاحا رئيسيا لمواصلة السطوة وعودة أمريكا "عظيمة مجدّدا، وفي ما يراه هو.
كل هذه الأمور تشي بأن الولايات المتّحدة الامريكية وحتى العالم أيضا مقبل على تغييرات سياسية جذرية، وخير دليل على ذلك ما صرّح به ترامب مؤخرا عندما قال إنه سينهي الحرب في أوكرانيا والفوضى في الشرق الأوسط، وسيمنع اندلاع حرب عالمية ثالثة بالإضافة الى التوقّف عن الدخول في الحروب الخارجية التي دخلتها الولايات المتحدة "بشكل سخيف".
تركيز ترامب على الاقتصاد وعدم الدخول في حروب خارجية، يعني فتح المجال أمام قوى أخرى للأخذ بزمام الأمور في مناطق عدّة مثل ما نشاهد الدور التركي الآن في سوريا وحسم روسيا للحرب في أوكرانيا.
انكفاء أمريكا على نفسها أكثر والتركيز على الاقتصاد يعني أيضا تسريع ولادة عالم متعدّد الأقطاب، والذي يريده ترامب مع بوتين وليس مع خصومه الصينيين، حيث قالت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية إن ترامب وبوتين يستعدان لتقسيم العالم إلى "مناطق نفوذ".
يصعب التكهّن بما إذا كان العالم سيكون أكثر أمنا في ولاية ترامب الثانية، خاصّة أن الاقتصاد الذي يركّز عليه ترامب كان دائما السبب في إثارة الحروب، لكن الأكيد أن السياسة الخارجية الأمريكية ستكون مختلفة كثيرا عن سياسة الادارة الديمقراطية السابقة.
بدرالدّين السّيّاري
.
أخبار متعلقة :