نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مصر وقبرص في المقدمة.. شركات النفط تتجه إلى شرق المتوسط بديلاً للغاز الروسي, اليوم الأربعاء 25 ديسمبر 2024 12:41 مساءً
في ظل تسارع الأحداث العالمية وتغير خارطة الطاقة، تبدو منطقة شرق البحر المتوسط وكأنها تتخذ مكانة متقدمة كمحور رئيسي لمستقبل إمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، بعد أن تقلص الاعتماد على الغاز الروسي نتيجة للأوضاع الجيوسياسية المتوترة.
مستقبل إمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا
بدأت القصة عندما سلط تقرير نشره موقع «أويل برايس» الأميركي الضوء على تحول شركات النفط العالمية نحو المنطقة بحثًا عن بدائل للإمدادات الروسية، ومع اقتراب تسلم الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، إدارة الولايات المتحدة للمرة الثانية، تعززت الجهود الغربية لاستبدال الغاز الروسي بمصادر جديدة يمكن أن تتيح لها نفوذًا اقتصاديًا وسياسيًا أكبر.
تبرز مصر وقبرص في مقدمة هذه التحركات. فبفضل احتياطاتها الضخمة التي تتجاوز 1.8 تريليون متر مكعب، تمكنت مصر من تحقيق قفزات مذهلة في إنتاج الغاز الطبيعي المسال، مما جعلها الوحيدة في المنطقة القادرة على تصدير الغاز بمستويات تشغيلية متقدمة.
تعززت الجهود الغربية لاستبدال الغاز الروسي
وبالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي، تُعد مصر مركزًا رئيسيًا يتحكم في قناة السويس، التي تمر عبرها 10% من شحنات النفط والغاز عالميًا، وخط أنابيب السويس-المتوسط، مما يعزز من أهمية دورها كمحور إقليمي للطاقة.
في الوقت ذاته، تتجه الأنظار إلى قبرص، التي تخطط لجولات تراخيص جديدة للتنقيب عن الغاز الطبيعي، وعلى الرغم من أن احتياطاتها المؤكدة أقل حجمًا، إذ تبلغ 0.45 تريليون متر مكعب، إلا أن موقعها الجغرافي وقربها من الأسواق الأوروبية يجعلها لاعبًا محوريًا في المستقبل القريب.
ومع هذا التحول، لا تزال أوروبا تواجه تحديات كبيرة في تقليل اعتمادها على الغاز الروسي، حيث سجلت وارداتها من الغاز الطبيعي المسال الروسي مستويات قياسية جديدة في العام 2024، مما يعكس تعقيدات الأسواق العالمية والحاجة إلى حلول بديلة.
في خضم هذه التطورات، تتجلى ديناميكية جديدة في عالم الطاقة، حيث تلعب منطقة شرق المتوسط دورًا رئيسيًا في رسم ملامح مستقبل إمدادات الطاقة، لتصبح القصة مفتوحة على احتمالات جديدة في إطار صراع القوى العالمية وتوازناتها الاقتصادية والسياسية.
في ظل التحولات الكبيرة في سوق الطاقة العالمية، تبرز منطقة شرق البحر المتوسط كأحد المحاور الرئيسية في استراتيجية الشركات الكبرى لاكتشاف مصادر جديدة للغاز الطبيعي، بهدف تقليص الاعتماد على الغاز الروسي.
ومع تزايد الضغوط الاقتصادية والسياسية على أوروبا في ظل الأزمة الأوكرانية، يبدو أن مصر وقبرص ستكونان في صدارة اللاعبين الجدد في هذا السوق الحيوي. تمتلك مصر ميزة تنافسية واضحة بفضل احتياطياتها الضخمة من الغاز الطبيعي، وموقعها الاستراتيجي الذي يتيح لها التحكم في طرق الشحن العالمية، مما يعزز من قدرتها على تلبية احتياجات السوق الأوروبية المتزايدة.
أما قبرص، رغم احتياطياتها الأصغر مقارنة بمصر، فإنها تعد نقطة جذب للشركات العالمية التي تسعى لتوسيع نطاق استثماراتها في المنطقة.
من المتوقع أن يؤدي هذا التعاون المتزايد بين الدولتين والشركات الكبرى إلى دفع عجلة التنمية الاقتصادية في المنطقة، ويعزز من مكانتها كمصدر رئيسي للطاقة في المستقبل.
ومع تحول الأنظار نحو هذه المنطقة الواعدة، يبقى أن نرى كيف ستؤثر هذه التغيرات على العلاقات الدولية، خاصة مع روسيا، وكيف ستتمكن الدول الأوروبية من تلبية احتياجاتها من الطاقة في ظل هذه التحولات.
وفي النهاية، فإن الشرق الأوسط، وخاصة مصر وقبرص، بات في طريقه ليصبح محط أنظار العالم كمورد رئيسي للطاقة، مما يفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين الشرق والغرب في هذا القطاع الحيوي.
أخبار متعلقة :