نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العلاقات الروسية الافريقية تمرّ الى السرعة القصوى, اليوم الأربعاء 13 نوفمبر 2024 05:55 مساءً
نشر في الشروق يوم 13 - 11 - 2024
في جوّ من الألفة والاستقبال الحار والمنظّم جيّدا، استقبلت سوتشي الروسية ضيوفها من الوفود الافريقية الذين قدموا في إطار المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة الروسية الافريقية والذي انتظم يومي السبت والأحد الماضيين.
مبعوث الشروق الى سوتشي بدرالدّين السّيّاري
روسيا وريثة الاتحاد السوفياتي والتي كان لها حضور قوي في افريقيا، عادت بقوّة الى القارة السمراء وفق صيغة جديدة للتعاون مع شركاءها الأفارقة، بناءً على نتائج القمتين المنعقدتين في عامي 2019 و2023 بمشاركة نفس الدول.
العودة الروسية القوية لأفريقيا يمكن رؤيتها من خلال العدد الكبير للوفود الافريقية التي حلّت بسوتشي نهاية الاسبوع الماضي، والتي حظت باستقبال باهر رافقه تنظيم محكم لهذا الحدث.
وقد حلّى على سوتشي 40 وزير خارجية من الدول الافريقية اضافة الى البعثات الاعلامية لكلّ دولة، وهو ما جعله حدثا بارزا لفت أنظار الجميع، خاصّة أن موسكو تقدّم نفسها كشريك له تاريخ خال من الاستعمار في افريقيا مع التأكيد على بناء شراكة قائمة على الاحترام والسيادة الذاتية مع البلدان الافريقية.
روسيا التي رسّخت وترسّخ قدمها في افريقيا رويدا رويدا، باتت محل ثقة شركائها الأفارقة الذين ملّوا الاستغلال والاستعمار الغربي المجحف، ويحلمون بالنهوض مجدّدا واسقاط عباءة التبعيّة الكاملة للغرب وبناء علاقات جديدة مبنيّة على الاحترام والمصالح المشتركة في إطار السيادة الوطنية.
روسيا شريك استراتيجي لأفريقيا
وقدّمت موسكو نفسها في المؤتمر الوزاري الروسي-الأفريقي الذي عقد يومي السبت والأحد الماضيين في مدينة سوتشي بجنوب غرب روسيا، كحليف لا غنى عنه لأفريقيا، مؤكدة دعمها الكامل للدول الأفريقية في ظل "عالم متعدد الأقطاب" تعزز فيه موسكو نفوذها كبديل للغرب.
وجاء المؤتمر في إطار جهود روسيا لتعميق علاقاتها مع دول القارة، التي تجنبت فرض عقوبات عليها بعد هجومها على أوكرانيا في فيفري 2022.
واستعرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عبر كلمة وجهها لمسؤولين من نحو خمسين دولة أفريقية، استعداد بلاده لتقديم "الدعم الكامل" لأفريقيا في مجالات متنوعة، معربا عن رغبة روسيا في تعزيز علاقاتها مع القارة.
وفي كلمته التي ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية سيرغي لافروف، أشار بوتين إلى أن الدعم الروسي قد يشمل "التنمية المستدامة، مكافحة الإرهاب والتطرف، مواجهة الأوبئة، حل الأزمات الغذائية، والتعامل مع تداعيات الكوارث الطبيعية".
وتسعى موسكو، التي كانت لاعبا رئيسيا في القارة الأفريقية خلال الحقبة السوفياتية، لاستعادة نفوذها عبر دعم سياسات اقتصادية وأمنية تعزز استقلال الدول الأفريقية عن الأنظمة المالية التي يسيطر عليها الغرب.
وفي هذا السياق، قال لافروف في ختام المؤتمر، إن أفريقيا يجب أن تكون "أحد مراكز العالم متعدد الأقطاب"، مؤكدا إحراز تقدم في التعاون بين روسيا والدول الأفريقية، "رغم العقبات المصطنعة" التي وضعها "الغرب الجماعي"، وهو التعبير الذي تستخدمه موسكو للإشارة إلى الولايات المتحدة وحلفائها.
من جهته أكد وزير الخارجية المالي عبد الله ديوب، على هامش المؤتمر، أن "روسيا ليست قوة استعمارية"، مشيرا إلى أنها وقفت إلى جانب الشعوب الأفريقية وشعوب أخرى حول العالم لدعم استقلالها.
استكمال مسار تصفية الاستعمار في افريقيا
في الاطار ذاته أكد المؤتمر الوزاري لمنتدى الشراكة الإفريقية الروسية، على ضرورة استكمال مسار تصفية الاستعمار في إفريقيا.
وجاء في البيان المُشترك الذي توّج أشغال المؤتمر الوزاري أنّ البلدان الإفريقية وروسيا الاتحادية تحذوهم إرادة مشتركة للدفع نحو إنهاء مسار تصفية الاستعمار في القارة الإفريقية، وذلك تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة وبما يتماشى مع أحكام ميثاقها.
كما سلط الطرفان الإفريقي والروسي الضوء على مسؤوليتهما في إرساء معالم نظام عالمي عادل ومُستقر يقوم على إعلاء مبادئ الأمم المتحدة، وعلى رأسها حق الشعوب في تقرير مصيرها وفقا لما كرسته اللائحة 1514 المتضمنة "إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة".
حزمة اتفاقيات
من جهة أخرى وفي ختام المؤتمر الوزاري ل"الشراكة الإفريقية-الروسية" في سوتشي جنوبي روسيا، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، عن توقيع حزمة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم شملت مختلف المشاريع مع دول إفريقيا.
وقال لافروف إنه "خلال الاجتماعات الثنائية على هامش المؤتمر، جرى التوقيع على اتفاقات تشمل عددا من المشاريع المحددة، ومذكرات تفاهم في مجالات مختلفة".
وأكد سيرغي لافروف أن بلاده تعمل على تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية مع الدول الإفريقية، مضيفا: "على الرغم من العقبات المصطنعة التي يفرضها الغرب، نواصل تحسين آليات دعم قطاع الأعمال وإيجاد حلول منطقية فعالة، واستخدام أدوات جديدة للتسويات المتبادلة المستقلة عن التدخل الخارجي السلبي".
صورة جماعية لوزراء الخارجية في سوتشي
سوتشي... مدينة الملاعب والحدائق والتسويات السياسية
تقع مدينة سوتشي جنوب غرب روسيا على ضفاف البحر الأسود وتمتد حوالي 150 كلم على سواحله، وتوجد في الاتجاه الجنوب الشرقي من مدينة كراسنودار مركز إقليم كراسنودار.
مدينة قوقازية روسية ومنتجع كبير، احتضنت عددا من الاجتماعات المهمة بشأن الأزمة السورية، كما احتضنت أيضا في فيفري 2014 الألعاب الأولمبية الشتوية التي أكسبتها شهرة عالمية، وتضم سوتشي عددا من المعالم السياحية، منها على سبيل المثال حديقة نباتات سوتشي، وهي أكبر حديقة نباتات في روسيا.
وتضم سوتشي عددا من المعالم السياحية، ومنها على سبيل المثال حديقة نباتات سوتشي، وهي أكبر حديقة نباتات في روسيا بالمنطقة شبه الاستوائية، أنشئت عام 1892 وتحتوي على أكثر من ألفي نوع من النباتات جلبت من مختلف مناطق العالم.
وفيها أيضا المحمية الطبيعية لأدغال السدر الجبلي والطقسوس، وهي منطقة جبلية معزولة توجد فيها أشجار عاشت في العصر الجليدي، ومتحف يتحدث عن حيوانات القوقاز.
إضافة إلى تاريخها ومعالمها برزت المدينة السياسية في السنوات الأخيرة باعتبارها منتجعا رئاسيا ومركزا للصفقات والتسويات السياسية، خصوصا بشأن الأزمة السورية، فقد استقبل فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عددا من كبار الرؤساء والمسؤولين لمناقشة الأزمة السورية، من بينهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم في نوفمبر 2014، كما استقبل لاحقا رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في سبتمبر 2017 لمناقشة الأزمة نفسها.
وشهدت المدينة أيضا استقبال الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز خلال أكتوبر 2017 في أول زيارة لملك سعودي إلى روسيا، وشهدت المباحثات التي تمت مع بوتين نقاشا بشأن أزمات الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الأزمة السورية.
الأولى
الأخبار
.
أخبار متعلقة :