نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الصحافة اليوم: 14-11-2024, اليوم الخميس 14 نوفمبر 2024 05:46 صباحاً
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 14-11-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
القضاء على قوة متسلّلة في «محور بنت جبيل»: المقاومة تقصف «عصب العدو» وسط تل أبيب
يراوح المؤشّر العملياتي للعدو عند نقطة التدمير الممنهج للمباني السكنية في الضاحية والبقاع والجنوب، إضافة إلى توغّلات محدودة في المنطقة الحدودية، فيما شكّل يوم أمس محطة نوعية في مؤشّر المقاومة، حيث وصلت – لأول مرة – صواريخ المقاومة ومُسيّراتها النوعيّة إلى مقرّ وزارة الدفاع وهيئة الأركان العامّة، وغرفة إدارة الحرب، وهيئة الرقابة والسيطرة الحربيّة لسلاح الجو (قاعدة الكرياه) في مدينة تل أبيب، مرتين، الأولى بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة النوعيّة، والثانية بصواريخ باليستيّة من نوع «قادر 2». كما قصفت للمرّة الأولى أيضاً، شركة صناعات الأسلحة العسكريّة «IWI» في رمات هشارون في ضواحي تل أبيب بصلية من الصواريخ النوعيّة. وشنّت هجوماً جوياً بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة عاموس غرب مدينة العفولة، كما استهدفت قاعدة غليلوت (مقر وحدة الاستخبارات العسكرية 8200) في ضواحي تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعية. وعكست هذه العمليات حجم القدرات النوعية التي لا تزال تحتفظ بها المقاومة، وتدخلها إلى الخدمة ضمن مسار تصاعدي. ومن جهة ثانية، يمكن القول إن المقاومة تحاول من خلال مهاجمة تل أبيب وضواحيها، تثبيت معادلة ضواحي تل أبيب، مقابل الضاحية الجنوبية، والتي لا يزال العدو يحاول خرقها، كما فعل خلال اليومين الماضيين.
قصفت المقاومة للمرّة الأولى شركة لصناعات الأسلحة العسكريّة في ضواحي تل أبيب
في الميدان، وعلى تخوم بنت جبيل، تلقّى العدو ضربة قاسية من رجال المقاومة، أمس، حين توغّلت قوة من جنود «غولاني» صباحاً من عدة اتجاهات، بعد رحلة طويلة استمرّت لساعات من أفيفيم ويرؤون ودوفيف وبرعام، باتجاه «مربع التحرير» (مارون الرأس – عيترون – عيناثا – بنت جبيل).
وانقسمت القوة المتوغلة إلى عدّة سرايا، حيث تحرّك قسم منها باتجاه حي المسلخ على الأطراف الجنوبية الشرقية لبنت جبيل، وقسم آخر توغّل في المناطق المفتوحة في عيترون، وصولاً إلى منطقة كرم الزيتون الفاصلة بين عيناثا وبنت جبيل، عند المدخل الشرقي للبلدتين. ولتجنّب «مجزرة دبابات»، عمدت قوات العدو إلى التوغّل «الصامت» .
إلا أن المقاومة، كانت قد أعدّت ما يلزم من الكمائن والعبوات على المسالك المتوقّع أن يسلكها العدو، بما فيها الأماكن المتوقّعة لاستقراره. وهذا ما حصل صباح أمس، بقوة من الكتيبة 51 من لواء «غولاني» عند أطراف بلدة عيترون. حيث تكبّد العدو نحو 10 جنود وضباط، بين قتلى وجرحى. ومن الواضح أن العدو يهدف إلى حصار بنت جبيل والتوغل فيها لاحقاً.
وهو نفّذ عدة مناورات هجومية، منذ 6 أيام، باتجاه تخوم بنت جبيل، كانت عبارة عن محاولات تسلّل من جنوب شرق مارون الرأس، وغرب عيترون، باتجاه أطراف عيناثا.
وفي الموازاة، واصل حزب الله عمليات القصف الصاروخي المتقطّع على المستوطنات وتجمعات قوات العدو. كما واصل المقاومون استهداف تجمّعات جنود العدو ودكّ مستوطنات الشمال في إطار التحذير الذي وجّهته المُقاومة إلى عددٍ منها، إضافة إلى ثكنات العدو وقواعده على غرار قاعدة لوجستية للفرقة 146 (شمال بلدة الشيخ دنون) شرقي مدينة نهاريا.
وتصدّت وحدات الدفاع الجوي في المقاومة لمُسيّرتين معاديتين من نوع «هرمز 450» و«هرمز 900» بصواريخ أرض – جوّ، وأجبرتهما على مغادرة الأجواء اللبنانيّة.
لعنة «مربّع التحرير – 2006» تلاحق «غولاني»
تحدّثت وسائل إعلام عبرية، أمس، عن حدثين صعبين في جنوب لبنان، وذكرت تفاصيل متضاربة عن أرقام القتلى والجرحى في صفوف ضباط العدو وجنوده، بين 6 و15 قتيلاً.
وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، فقد «بدأت الكتيبة 51 صباح اليوم (أمس) بالهجوم على عدة أهداف، وقامت في إطارها بمداهمة عدد من المباني. وفي أحد المباني، واجهت القوة مقاتلين من مسافة قريبة، ودارت معركة طويلة معهم». ويقدّر جيش العدو أن «4 مقاتلين من حزب الله كانوا ينتظرون القوة داخل المبنى، وخاضوا القتال معهم، من مسافة صفر».
وفي الوقت نفسه، بحسب الإذاعة، «نصب مقاتلون آخرون كميناً في المباني المجاورة، وأطلقوا منها صواريخ مضادة للدروع على المبنى الذي كانت القوات تقاتل فيه، بحيث تم إطلاق النار على الجنود الإسرائيليين من عدة اتجاهات». واستمرّت المعركة حوالي 3 ساعات، مع عملية إخلاء معقّدة وطويلة للجرحى.
وبحسب تحقيق الجيش الإسرائيلي، فإن الجنود كانوا قد أطلقوا النار على المبنى قبل دخولهم إليه، لكن «يُشتبه في وجود فتحة نفق تحت الأرض داخل المبنى، كمن فيها مقاتلو حزب الله». ووقع الكمين في ما يُعرف بـ«مربّع التحرير» الذي شهد مواجهات ضارية بين المقاومين وقوات من الكتيبة 51 في لواء «غولاني»، وهي نفسها التي نُكبت أمس، في حرب تموز 2006، حيث قُتل حينها 9 ضباط وجنود في اشتباك مباشر مع المقاومين في منطقة كرم الزيتون.
الميدان ليس في مصلحة العدو واتفاق واشنطن وتل أبيب لا يخصّنا
مصادر رسمية حول موقف لبنان: وقف شامل وفوري للحرب… ولا ضمانات أمنية لإسرائيل
«لمين هالصبي؟»، عبارة شائعة تُستخدم عادة لمن يريد التبرؤ من موقف يصدر عمن هو محسوب عليه. هكذا كانت حال قائد جيش العدو هرتسي هاليفي وهو يستمع إلى وزير الدفاع الجديد يسرائيل كاتس يتحدّث عن أن هدف الحرب هو نزع سلاح حزب الله!
ردّة فعل هاليفي الواضحة في اللقاء الصحافي الذي عقده كاتس في حضور قيادة المنطقة الشمالية لجيش العدو، تعكس التخبط الذي يسيطر على استراتيجية العدو في جبهة لبنان، حيث يحاول رئيس حكومة العدو إطالة أمد الحرب إلى لا نهاية، وسط رغبة جامحة بإشراك الولايات المتحدة في حروب لها صلة بالحرب على لبنان وغزة.
ويتبيّن من المتابعات الحثيثة التي يقوم بها «الطاقم السياسي والرسمي» الذي يقود الموقف اللبناني، أن ما يجري اليوم، لا يتجاوز حدود المناورة السياسية الكبيرة التي يقوم بها العدو، بالتعاون مع الولايات المتحدة، في محاولة لفرض وقائع سياسية في لبنان.
وهو ما دفع السلطة المعنية في لبنان إلى اعتماد استراتيجية مقابلة، تستند أساساً إلى عدم التعامل مع كل التسريبات التي تتولاها جهات أميركية وإسرائيلية حول ما يُطلق عليه «مشروع اتفاق لوقف الحرب على لبنان».
وعلمت «الأخبار» من مصادر رسمية لبنانية أنه تبيّن لها من كل التسريبات من واشنطن وتل أبيب أن كل ما يجري هو عبارة عن مفاوضات أميركية – إسرائيلية لا علاقة للبنان بها، حيث تسعى تل أبيب إلى انتزاع «ورقة تعهدات» أميركية لمنحها «موافقة أميركية على القيام بعمليات أمنية وحتى عسكرية في لبنان لمواجهة أي محاولة من حزب الله للعودة إلى جنوب الليطاني». كما تريد إسرائيل «أن تضغط الولايات المتحدة على قوات اليونيفل لعدم اعتبار الطلعات الجوية الاستطلاعية خرقاً للقرار 1701».
وقالت مصادر مطّلعة إن مشاورات مكثّفة جرت بين الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، وكذلك مع قيادة حزب الله، وخلصت إلى ما يعكسه الموقف الرسمي اللبناني الذي حدّد ثوابت أُبلغت إلى الجانب الأميركي، أهمها أن لبنان غير معنيّ بالتفاعل مع التسريبات، ولا مع أي مفاوضات شكلية أو يكون هدفها جسّ النبض أو اختبار الساحة الداخلية.
وأضافت أن لبنان يأخذ في الاعتبار أن جيش الاحتلال الذي نجح في بداية الحرب في توجيه ضربات قاسية إلى المقاومة، لم يتمكن من حسم الموقف كما اعتقد بداية، وما يقوم به منذ أكثر من شهر، يقتصر على عمليات تدمير وقتل، فيما فشل في تحقيق إنجازات في الميدان.
وأكّدت المصادر أن المفاوض اللبناني في أجواء تفصيلية حول ما يجري على الأرض، لجهة قدرة المقاومة على صدّ محاولات التوغل الإسرائيلية، أو حتى على مستوى القصف الصاروخي. ويدرك أن الوضع الميداني لا يسمح للعدو بفرض شروطه.
وتقول المصادر الرسمية إن المفاوض اللبناني بات واثقاً من مجموعة معطيات تفيد بأن إسرائيل عاجزة عن تحقيق الهدف الرئيسي للعملية بتدمير المقاومة، كما أنها عاجزة أكثر عن تحقيق هدفها المعلن بإعادة سكان المستوطنات إلى الشمال. وبات لديه ما يكفي من معطيات حول تردّي الأوضاع في شمال إسرائيل، وأن المشكلة تجاوزت سكان المستوطنات الحدودية لتطاول مساحة يعيش فيها أكثر من مليوني إسرائيلي.
وبحسب المصادر الرسمية، فإن ثوابت المفاوض اللبناني جرى حسمها على الشكل الآتي:
أولاً، لبنان معنيّ أولاً وأخيراً بما يفيد مصلحة لبنان، لا بما يحقّق مصلحة إسرائيل، وبالتالي، لن يدخل في أي نقاش مع الولايات المتحدة عندما تتحدّث نيابة عن إسرائيل.
ثانياً، لبنان يريد وقفاً نهائياً للحرب، ومرة واحدة، وهو ليس في صدد الدخول في ألاعيب من نوع «هدنة مؤقتة» أو «وقف متقطّع» لإطلاق النار، كما يريد وقفاً تاماً وشاملاً لكل أنواع العمليات العسكرية، وانسحاباً فورياً لقوات الاحتلال من كل الأراضي اللبنانية.
ثالثاً، لبنان ليس في وارد الموافقة إطلاقاً على أي اتفاق يتطلب تنفيذه عدة مراحل، ويريد تنفيذ القرار 1701 من دون أي تعديل على آليات تنفيذه، مع ضمانات بأن تلتزم إسرائيل بالقرار بوقف كل أنواع الخروقات، وذلك انطلاقاً من أن تنفيذ القرار هو التزام يخصّ الجانبين وليس لبنان فقط. ويوجد في سجلّ قوات «اليونيفل» أكثر من 32 ألف خرق إسرائيلي للقرار منذ عام 2006.
رابعاً، يرفض لبنان أي محاولة لربط عودة النازحين اللبنانيين إلى قراهم بأي ترتيبات تتعلق بتنفيذ القرار، وأن هؤلاء سيعودون بعد ساعات على وقف إطلاق النار، حيث يُفترض أن يكون العدو قد أتمّ انسحابه، ولا علاقة لأي طرف خارجي ببرنامج إعادة الإعمار للقرى والبلدات الجنوبية.
خامساً، لبنان ليس في وارد التساهل مع أي طلب من نوع استباحة الأجواء من قبل طيران العدو، أو دخول زوارقه الحربية إلى المياه الإقليمية اللبنانية، أو حتى محاولة فرض رقابة نارية على القرى والأراضي الحدودية. ويرفض لبنان مطلقاً منح أي صلاحيات أمنية أو عسكرية أو أي نوع من الإشراف لأميركا أو إسرائيل على خطوات لبنان، وأن وجود لجنة مؤقّتة تضم ممثلين عن القوى المعنية في الأمم المتحدة هو الإطار الوحيد الذي يراقب مدى التزام الطرفين بتنفيذ القرار 1701.
عون يتحدّى بري ويُطيح برئيس المحكمة العسكريّة
أوهام السّفارة الأميركيّة بأن «حزب الله انتهى ومعه الوجود الشيعي في الحياة السياسيّة»، وما تسرّه إلى زوّارها بالاستعداد لمرحلة «ما بعد حزب الله»، يبدو أنّها أقنعت قائد الجيش العماد جوزيف عون. الرّجل الذي كان حتّى الأمس القريب يُنسّق مع حزب الله ورئيس مجلس النوّاب نبيه بري «في الكبيرة والصغيرة»، طمعاً بتمديدٍ، وبالوصول إلى قصر بعبدا، بات يتصرّف وكأنّ الثنائي أمل وحزب الله بات خارج الحكم!
أولَ أمس، جلس «القائد» إلى طاولة واحدة، وحيداً، مع عضو المجلس العسكري الأمين العام للمجلس الأعلى للدّفاع اللواء محمّد مصطفى، فخُيّل إليه بأنّه يرأس اجتماعاً قانونياً للمجلس العسكري.
وعليه، اقترح على نفسه، وعلى مصطفى، الإطاحة برئيس المحكمة العسكريّة الدائمة العميد خليل جابر الذي يُحال على التقاعد في حزيران المقبل ووضعه في التصرّف، واستبداله عند نهاية السنة الجارية برئيس النادي العسكري المركزي العميد وسيم فيّاض، واستبدال عضو هيئة المحكمة العقيد قاسم فوّاز بالمقدّم المغوار سياد فوّاز.
وفي هذا القرار، يُكرّر عون «سابقة» ارتكبها عام 2021، عندما عزل رئيس المحكمة السابق العميد منير شحادة من دون سابق إنذار، استجابةً لإشارات غربيّة، قبل أشهرٍ قليلة من إحالته على التقاعد.
الحادثتان تُثبتان بما لا يقبل الشكّ أنّ «القائد» يريد تحويل «العسكريّة» إلى واحدة من مؤسساته الخاصّة، يتصرّف بها كما يحلو له، فيعزل من يشاء ويُعيّن من يشاء ممّن لا يُخالف رأيه. إلا أن اقتراحه الأخير يشير إلى أن «حجره طاش كثيراً»، وأنه وهو يبدو كما لا يرى أحداً أمامه: لا القانون ولا الأعراف التي تحكم التعيينات، ولا أي قوة سياسية. وفي هذا مؤشر إلى العقلية التي سيتعامل بها الطامح إلى كرسي بعبدا في حال تحقّق حلمه.
فالقائد الحالم لم يأخذ في الاعتبار مبدأ فصل السلطات، إذ إنّ «العسكريّة» تتبع قانوناً لوزير الدّفاع موريس سليم الذي بينه وبين عون ما صنع الحداد، وعلى الأرجح لن يبصم على اقتراحه كما فعل عند الإطاحة بشحادة عام 2021.
إلى ذلك، فإن هناك تشكيكاً أساساً في قانونيّة انعقاد المجلس العسكري المبتور والفاقد للصلاحية، إذ يتألف من عون رئيساً ومصطفى عضواً وحيداً، بعد إحالة العضوين اللواءين بيار صعب ومالك شمص إلى التقاعد (علماً أنه لم يؤخذ برأي الأخير عند الإطاحة بشحادة).
ويستند القائد إلى تعميم أصدره رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قبل سنوات أعطى عون «غطاء شكلياً» لانعقاد المجلس وإصدار القرارات في الإطار الضيّق لتسيير الأعمال، بحضور رئيسه و3 أعضاء (مصطفى وشمص وصعب)، علماً أنّ «اجتهاد التعميم» لم «يبلعه» القانونيّون الذين يؤكّدون أنّ «القانون أقوى من التعميم الذي يُخالف نصوصه، إضافةً إلى أنّ عون قفز عن مفهوم الإطار الضيّق لتسيير الأعمال، وبات يتصرّف كما لو أنّ النصاب القانوني موجود في المجلس».
الأهم من ذلك كلّه أنّ اقتراح عون باستبدال فيّاض بجابر يمثّل رسالة تحدّ لبري، إذ إنّ مركز رئاسة المحكمة يعود عرفاً للشيعة ويسميه عادة رئيس مجلس النوّاب. وقد تقصّد عون عدم استمزاج رأي «عين التينة» بل واعتبارها غير موجودة أصلاً، بالإطاحة بضابطٍ يُعد من حصّتها، والإتيان بضابطٍ شيعي آخر يُعرف عنه أنّه من المقرّبين من قيادة الجيش، ويدور تحديداً في فلك مدير مكتب القائد العميد عماد خريش.
عين التينة توجّه رسالة قاسية إلى قائد الجيش: «الثنائي» لم ينتهِ بعد!
عملياً، يقلب عون صفحة بري، على أعتاب التمديد، وكأنّه يقول بذلك، إنّه غير آبهٍ بما تُقرّره «كتلة التنمية والتحرير» بشأن حضور جلسة التمديد، طالما أنّه «ينام على حرير» السفارة الأميركيّة ووعودها بأن التمديد آتٍ لا محالة!
هذه الرسالة وصلت مباشرة إلى بري. وعلمت «الأخبار» أنّ دوائر عين التينة بعثت برسالة قاسية إلى عون مفادها أنّ هذا الاقتراح خارج عن الأصول وتمّ إصداره من دون تشاور كما يحصل عادةً، وبالتالي لن يمرّ مرور الكرام، مشيرة إلى أنّ الثنائي «حزب الله وأمل لا يزال موجوداً في الحياة السياسيّة»!
وفي سياق متّصل، لم يُعرف ما إذا كان وزير الدّفاع في حال وصول الاقتراح إلى الوزارة خلال اليومين المقبلين، سيوافق عليه أم سيرفضه ليفتح خلافاً جديداً مع «اليرزة»، علماً أنّ العادة تقضي بأن يوقّع الوزير على اقتراحات التعيينات في المحكمة مع نهاية كلّ عام.
استياءٌ في «العسكريّة»
وبمعزل عن ارتدادات الاقتراح السياسيّة وما إذا كان سيؤخذ به في وزارة الدّفاع، إلا أنّه يمكن وضعه في مسيرة «الإجهاز» على المحكمة التي لم تعش استقراراً في هيكليّتها منذ عام 2020، لدى تعيين العميد منير شحادة رئيساً لها بعد تنحي العميد حسين عبدالله إثر إطلاقه سراح العميل عامر فاخوري، إذ سرعان ما عُزل شحادة ليُعيّن مكانه العميد علي الحاج الذي بالكاد تسلّم منصبه لتسعة أشهر قبل إحالته على التقاعد. بعده عُيّن جابر رئيساً للمحكمة إلا أنه لم يتمكّن من تسلّم مركزه إلا بعد 5 أشهر بعدما وقّع وزير الدّفاع قرار التعيينات في آذار 2023، تولّى خلالها أحد الضبّاط تسيير الجلسات.
اقتراح قائد الجيش الذي تسرّب إلى «العسكريّة» أمس أثار الاستياء، خصوصاً أنّه أتى مفاجئاً ومن دون مقدّمات، كما أنه يمسّ برئيس المحكمة الذي سيتم وضعه في التصرّف، وبالتالي الإيحاء بارتكابه مخالفة ما، علماً أنّ جابر الذي فقد منزله في بيروت ومنزل ذويه في مسقط رأسه يانوح، بقي يعمل بدوام عادي خلال الحرب، فيما قيادة الجيش التي لم تسأل عن أحوال ضابط أصدر أكثر من 12 ألف حكم خلال أقل من عام، قرّرت أن تصدر قراراً انتقاميّاً، من دون الأخذ في الاعتبار أحوال المحكمة وتعطيل مسار جلسات الموقوفين في ظل الحرب.
والواضح في هذا الاقتراح أن القائد قدّم المحسوبيات السياسية على حاجات المحكمة بعدما وعد منذ سنوات بتعيين رئيس لها من حملة إجازة الحقوق ليكون قادراً على تسيير أعمال المحكمة، فيما اقترح اسم ضابط مقرّب منه يُعنى بما يُقدّم على طاولات النادي العسكري، ولا خلفية قانونية له، مستبعداً أكثر من ٥ عمداء شيعة يحملون إجازة الحقوق، أحدهم يحمل شهادة دكتوراه في القانون (علي حمية)!
محو أحياء «عن بكرة أبيها»: إسرائيل تهيّئ لاحتلال غزة
تتكرر الصور والخرائط ذاتها في عدّة مناطق في قطاع غزة؛ حيث يحوّل جيش الاحتلال الإسرائيلي المحاور إلى شوارع واسعة، وينشئ المقرات والبنى التحتيّة، مؤسساً عبر ذلك بقاءه على المدى الطويل هناك، في ما يمثل عملياً عودة إلى ما قبل عام 2005، عندما كان القطاع لا يزال مُحتلاً، وفيه عدة مستوطنات إسرائيلية. وطبقاً لما نقلته صحيفة «هآرتس» عن أحد الضباط الإسرائيليين الميدانيين، فإن «الجيش لن يخرج من هنا قبل عام 2026». ومع أنه «لا يُقال لنا بوضوح إن كانت ثمة نيّة (لإعادة المستوطنات)، فإن الجميع بات مدركاً إلى أين تتجه الأمور».
وتتقدم الأعمال الإنشائية، بحسب الصحيفة، بصورة سريعة؛ فما كان قبل بضعة أشهر عبارة عن أكوام ترابية وبقايا المباني المدمرة، بات الآن «موقع بناء في مراحل متسارعة من التطوير، فيما عُبّدت الطرق الواسعة، ونُصبت أعمدة الهوائيات الخلوية، بالإضافة إلى البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والكهرباء والمباني المتنقلة، والثابتة». ولا ينفذ جيش الاحتلال، وفقاً للصحيفة، هذه الأعمال في «محور نتساريم» فقط، بل تتكرر في أكثر من محور ومنطقة في القطاع. أما الهدف منها فهو إقامة بنية تحتية لتخدم الجيش في البقاء مدة طويلة في غزة.
صحيح أنه منذ بدء الحرب، كان الاحتلال قد سيطر على أراضٍ ومحاور في القطاع، غير أن المعطيات التي وصلت الصحيفة بشأن نطاق الأعمال وسرعتها، تدل على إنشاء جيوب تعيد إلى الأذهان المدة التي سبقت تنفيذ خطة «فك الارتباط» عن غزة في عام 2005، أي الشارع الواسع في «نتساريم» وما حوله من مواقع عسكرية. كذلك، يشق الجيش شارعاً آخر في محور «كيسوفيم» المقابل لمستوطنة «كيسوفيم» الإسرائيلية في «الغلاف»، وتحديداً بين محافظتي دير البلح وخانيونس جنوبي القطاع. وإلى جانبه، ثمة منطقة تجمع للقوات الإسرائيلية، بالإضافة إلى منطقة مكشوفة «حتى الآن على الأقل».
على أن التغييرات التي يجريها الجيش، ليست الدليل الوحيد على نيّته البقاء مستقبلاً في القطاع؛ إذ إن ضباطاً وجنوداً في الخدمة الاحتياطية والنظاميّة تلقوا أخيراً «غراف (رسماً بيانياً) قتالياً لعام 2025»، يُستدل منه على استمرار تموضع الجيش في غزة في العام المقبل. وبحسب ما قاله الجنود والضباط في مقابلات مع الصحيفة، فإن الجيش بدأ في الأسابيع الأخيرة سلب مساحات واسعة في قلب القطاع، حيث يدمّر مباني وبنى تحتية قائمة، تحت ذريعة «التخلص من خطرها على الجنود»، أي «لكي لا يتمكن أحد من السكن فيها»، بالقاموس العسكري. ومقابل هذا التدمير الممنهج، يقوم الجيش بتأسيس بقائه عبر شق الشوارع الواسعة، وتمهيد الأرض للإقامة الطويلة فيها.
وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة عن ضابط خدم في الصيف الأخير في أحد المقرات في منطقة محور «نتساريم»، قوله إنه «توجد داخل الحاويات المحصنة نقاط كهرباء، ومكيّف هوائي وكل شيء، وهذا مستوى أعلى (للبنى التحتية) في جميع المواقع التي خدمت فيها». وذكر أنه «كان لدينا مطبخان (واحد للألبان وآخر للحوم ليطابق الشريعة اليهودية)، وكنيس.. حتّى إن غرفة العمليات نفسها كانت داخل حاوية محصّنة». وتابع: «الانطباع هو أن هذا ليس مجرد ترتيب مؤقت للتعامل مع منطقة خطرة؛ إذ إننا كنا نسير من دون خوذ ودروع واقية، كما أننا لعبنا كرة القدم داخل الموقع، وشوينا اللحم كلّ مساء، ما يعني أنه لم نشعر بأننا في منطقة حرب».
«هآرتس»: الخطة التي ينفذها الجيش تدل على نية سيطرة عسكرية طويلة الأمد
ومنذ ذلك الحين، مر حوالى شهرين من دون أن تتحسن الظروف هناك، وفقاً للصحيفة؛ إذ يجري كل ما تقدّم بموازاة تفريغ شمال القطاع من المدنيين، وتحويله إلى جَيْبٍ عسكري. وبينما يدّعي مسؤولون كبار في المستويين السياسي والأمني أن «إخلاء الشمال ليس ضمن خطة الجنرالات» القاضية بفرض حصارٍ على تلك المنطقة وإفراغها من سكانها، وحجب المساعدات الإنسانية عنها، يؤكد ضباط رفيعون تحدثوا مع «هآرتس»، «أن ما يُقال للمواطنين في إسرائيل لا يعكس بالضرورة ما يحدث على أرض الواقع». وبحسب هؤلاء، فإن الجيش الإسرائيلي «مطالب حالياً بإخلاء القرى والمدن من سكانها». وكما يوضح أحد الضباط، فـ«في هذه المنطقة كان يعيش أكثر من نصف مليون فلسطيني عشيّة الحرب، والآن بقي اليوم حوالى 20 ألف شخص، وربما أقل».
وتشمل منطقة عمليات التطهير العرقي الإسرائيلية الجديدة، جباليا وبيت لاهيا ومناطق أخرى شمالاً، لم يعد فيها بيت ملائم للسكن. وهذا «ليس من قبيل المصادفة؛ إذ يتضح من مقابلات مع ضباط وجنود في المنطقة، وبعد جولةٍ فيها، أن الجيش يعمل بشكل ممنهج على تسوية المباني (المتداعية أساساً) بالأرض»، وهو ما حاول أحد الضباط الكبار تبريره قائلاً: «إننا لا نستيقظ صباحاً لنشغّل جرافات D9 لنهدم حياً. لكن إذا كنا نحتاج إلى التقدم إلى مناطق معينة فإننا لا نخاطر بقواتنا بواسطة كمائن وألغام».
وبالرغم من ذلك، فإن بعض سكان القطاع يرفضون النزوح، وحتّى أن هناك من نزح إلى مدينة غزة ليعود لاحقاً، وخصوصاً أن التنقل من منطقة إلى أخرى بالنسبة إلى العائلات التي سقط الكثير من أفرادها أساساً جرحى، يبدو صعباً. ومع اقتراب فصل الشتاء، يعود بعض هؤلاء لكي يحتموا بمنازل متداعية، مفضلين عملياً النزوح إلى اللايقين. وحتّى لدى عودتهم، لا تترك قوات الاحتلال لهم منفذاً؛ إذ كما يقول ضابط إن «ما نطالب القوات بتنفيذه في الشهور الأخيرة في هذه المنطقة هو ما دفع السكان إلى التحرك جنوباً، وتسوية البيوت بالأرض».
وبحسب «هآرتس»، فإن الخطة التي ينفذها الجيش تدل على نية سيطرة عسكرية طويلة الأمد. وتنقل عن أحد الجنود قوله إنه «عندما تقف على محو نتساريم، اليوم، لا ترى بيوتاً في أماكن معينة في غزة»؛ إذ يبلغ عرض المحور 5 – 6 كلم حالياً، ويجري توسيعه إلى سبعة كلم، فيما طوله نحو 9 كلم، ويؤدي إلى المكان الذي تواجدت فيه مستوطنة «نيتساريم». وبموازاة ذلك، يوسّع الجيش أيضاً محور «فيلادلفي» الذي يفصل بين القطاع ومصر؛ إذ سلب أراضي هناك يبلغ عرضها بين 1- 3 كلم. وفيما يطالب المستوى السياسي، نظيره العسكري، بتوسيع العرض لكلم آخر، يشير الجيش إلى أن هذا يتطلب تدمير أحياء كاملة في رفح، وقد يؤدي إلى «غضب دولي». وإلى جانب المحاور الثلاثة (نتساريم، كيسوفيم، وفيلادلفي)، يعمل الجيش على استكمال منطقة عازلة بعرض 1 كلم على الأقل، تشمل المناطق الواقعة على طول الجدار الفاصل بين غزة وإسرائيل، مع ما يتطلبه هذا من مسح أحياء فلسطينية عن بكرة أبيها.
وختمت الصحيفة مستنتجةً أن ما يجري تنفيذه في منطقة كيبوتس «كيسوفيم»، يشير إلى أن عملية الهدم والتدمير لم تبلغ نهايتها. ففي الأسبوع المنصرم، أعلن الجيش فتح محور مساعدات إنسانية هناك يمتد إلى داخل القطاع، وهو محور «ضيق وقصير»، غير أن ضباطاً إسرائيليين أشاروا إلى أنه بهذه الطريقة بدأت مشاريع توسيع المحاور الأخرى، والتي يُفترض أن يصبح بموجبها «كيسوفيم» مشابهاً لـ«فيلادلفي». أمّا بالنسبة إلى نقاط عبور النازحين، والتي كانت عبارة عن حواجز عسكرية يُفتش فيها النازحون ويُعتقلون أحياناً، باتت الآن «أشبه بتيرمينال، أي معبر حدودي بين دولتين».
اللواء:
مصر تدعم رفض لبنان لإملاء الشروط.. وهوكشتاين يتوقع التوصل لاتفاق خلال أيام
احتدم الموقف العسكري طوال يوم امس، على نحو غير مسبوق، فبعد ليل عاصف من الغارات على ضاحية بيروت الجنوبية وقرى الجنوب، امتداداً الى عرمون (فجراً) الى تجدد الغارات ليلاً، بعد انذارات جديدة، استهدفت المقاومة قاعدة الكرياه (مقر وزارة الدفاع في تل ابيب) تبعد 120 كلم عن الحدود مع لبنان، مرتين بصواريخ «قادر 2»، فيما اعترف الجيش الاسرائيلي بمقتل 9 من جنوده واصابات آخرين بجروح خطيرة، واصابة 3 جنود آخرين بالمواجهات الجارية في الجنوب.
كما اعلنت المقاومة عن استهداف شركة صناعات الاسلحة العسكرية «IWI» التي تبعد عن الحدود اللبنانية – الفلسطينية 140 كلم في رمات هشارون في تل ابيب بصواريخ نوعية.
واعتبرت مصادر سياسية مطلعة عبر صحيفة «اللواء» أن أية زيارة للموفد الأميركي آموس هوكشتين إلى المنطقة لا تعني ان هناك حلا ما في الأفق للعدوان الاسرائيلي ضد لبنان.
وأكدت أنه «في الأصل ما من صيغة نهائية إنما مجموعة أفكار يتم تداولها بشأن وقف إطلاق النار ولم ترتق إلى مستوى مشروع متكامل مع العلم أن تسويقا تم لمسودة لهذا الأمر.» إلى ذك، أكدت هذه المصادر أن عدم حسم التوصل إلى أي نوع من اتفاق يغني اطالة امد الحرب والاستنزاف، في الوقت الذي يعمل من أجل تحضير اتفاق أساسي لهذا الملف.
ولم يحصل اي اتصال بين الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين والمسؤولين اللبنانيين، بانتظار وصول مسودة تتضمن صيغة الاتفاق.
وشدد المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل الذي اكد التزام لبنان بالقرار 1701 بكل بنوده، كاشفاً عن عدم الممانعة من مشاركة اميركية – فرنسية في مراقبة وقف اطلاق النار، مؤكداً «لن يقبل اي لبناني بأن يكون لاسرائيل حرية الحركة في لبنان».
استعداد لبنان لنشر الجيش فوراً
دبلوماسياً، استمع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي من الرئيس نبيه بري وقائد الجيش العماد جوزاف عون استعداد الجيش اللبناني للانتشار الفوري تنفيذاً للقرار 1701.
وكان الوزير المصري وصل الى بيروت على متن طائرة مصرية تنقل مساعدات ومستلزمات اغاثية وطبية.
وشملت جولة عبد العاطي الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد لله بو حبيب والنائب السابق وليد جنبلاط وقائد الجيش عون، كما اجرى اتصالاً هاتفياً مطولاً مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان.
واشار الى ااتصالات شبه يومية مع الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الاوروبي وروسيا والصين والهند والبرازيل، فضلاً عن التشاور مع «الاشقاء في المملكة العربية السعودية وقطر ودولة الامارات والاردن لوقف العدوان، ورفض اية تسويات تمس بسيادة لبنان ووحدة وسلامة اراضيه».
واكد عبد العاطي للرئيس ميقاتي ان مصر لن تتوقف عن كل الجهد المخلص لوقف العدوان الاسرائيلي والتوصل الى وقف فوري لاطلاق النار.
وكشف: تحدثنا عن ان انهاء الشغور الرئاسي لا يجب ولا يمكن بأن يكون شرط من شروط وقف اطلاق النار، معولاً على قيادة الرئيسين ميقاتي وبري لايصال لبنان الى شاطئ الامان بوقف العدوان وانتخاب رئيس توافقي للجمهورية.
بدا من التسريبات عن برنامج الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب ان توجهاته في التعاطي مع الحرب الاسرائيلية على لبنان، لا تختلف في الشكل والجوهر عن توجهات الرئيس الحالي جو بايدن وموفده آموس هوكشتاين بالترويج لوقف الحرب على حساب مصالح لبنان وحقوقه ومراعة كل مصالح ووطالب وشروط الكيان الاسرئيلي، وهذا ما ظهر من تسريبات الاعلام الاميركي والاسرائيلي، لا سيما لجهة استمرار الحديث عن تبني ترامب لتراجع قوات المقاومة الى ما وراء شمال نهر الليطاني وسحب سلاحها واتخاذ اجراءات تمنع وصول السلاح والامداد الى المقاومة من سوريا. وإيجاد منطقة عازلة في الجنوب مع حق جيش الاحتلال في القيام بعمليات عسكرية اذا وجد ما يهدد كيانه، اضافة الى تكليف الجيش اللبنانيي بما يشبه مهمة حماية حدود الكيان الاسرائيلي بعد تعزيز وحداته مع اليونيفيل. وهو الامر الذي اكدت اوساط مقربة من الرئيس نبيه بري لـ «اللواء» انه غير مقبول ولا يمكن السماح بالمس بسيادة لبنان مهما تعاظم العدوان.
والى ذلك استمر الكلام عن مسودة اتفاق اميركي – اسرائيلي حول كيفية وقف الحرب والضمانات التي ستعطى لإسرائيل من دون اي ضمانات للبنان، فيما ظهر هوكشتاين امس في واشنطن مستقبلاً رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الذي انتقل من باريس إلى العاصمة اميركية لعقد سلسلة من الاجتماعات مع المسؤولين المعنيين بالملف اللبناني.
واطلع الجميل من هوكشتاين «على آخر التطورات وما توصلت إليه آخر المساعي التي تبذل لوقف إطلاق النار في لبنان، وشدد الجميّل في اللقاء «على ضرورة أن تكون مصالح لبنان الوطنية حاضرة على طاولة أي تسوية يجري العمل عليها، وأن تكون سيادة الدولة واستعادة قرارها الحر ومصلحة الشعب اللبناني في صميم أي اتفاق يمكن أن يعقد».
ونقلت «يديعوت احرنوت» عن مسؤول لم تحدد هويته ان المفاوضات مع واشنطن حول التوصل الى تسوية اصبحت في مراحلها الاخيرة، وذكرت اسرائيل هيوم ان هوكشتاين يتوقع التوصل الى اتفاق خلال ايام.
وفي الحراك ايضا. بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، مساء اليوم الأربعاء الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتركي النائب السابق وليد جنبلاط، في حضور عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل ابو فاعور حيث تم عرض لآخر تطورات الأوضاع والمستجدات السياسية والميدانية وملف النازحين.
وغادر جنبلاط من دون الادلاء بتصريح.
كما التقى بري سفير فرنسا لدى لبنان هيرفيه ماغرو سفير روسيا الإتحادية في لبنان الكسندر روداكوف، حيث جرى عرض لتطورات الاوضاع في لبنان والمستجدات السياسية والميدانية.
وفي اسرائيل، نقلت «يسرائيل هيوم» ان الجيش الاسرائيلي يسعى لاقامة منطقة عازلة في جنوب لبنان.
ومن الحدود مع لبنان، قال وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس، بحضور رئيس الاركان هاليفي هاريس وقائد المنطقة الشمالية ان لا وقف للنار، وسنواصل ضرب حزب لله في بيروت وبقية انحاء لبنان حتى تحقيق اهداف الحرب.
رسالة الشيخ قاسم
ووجه الامين العام لحزب لله الشيخ نعيم قاسم رسالة الى المقاتلين حثهم على استمرار المقاومة، مشدداً على ان الرهان بالنصر على ثباتهم وصمودهم في الميدان.
لاكروا في الناقورة
واعتبر مجلس الامن الدولي ان قوات حفظ السلام لا ينبغي ان يكونوا هدفاً للهجمات ويجب تنفيذ القرار 1701 كاملاً.
وتفقد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيير لاكروا وانتقل جنوباً إلى منطقة عمليات «اليونيفيل» حيث قام بزيارة موقع «اليونيفيل 1-26» في المنصوري ومقر قيادة «اليونيفيل» في الناقورة، وتحدث إلى جنود حفظ السلام الذين أصيبوا في هجمات مباشرة وتبادل لإطلاق النار.
سياسياً، جدد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وقوفه ضد التمديد لقائد الجيش وضد وصوله الى الرئاسة، حرصاً على الجيش لانه لا بد من حمايته من السياسة.
ضربات قوية للمقاومة
وفي الميدان، تلقى العدو الاسرائيلي امس، ضربات قاتلة احداها عند مثلث الصمود في بنت جبيل، واخرى بقصف مقرّ وزارة الحرب وهيئة الأركان في تل ابيب عدا ضربات اخرى نوعية لقواعد عسكرية مهمة لكيان الاحتلال.ودوّت صفارات الإنذار تدوي في أكثر من 50 موقعا بين حيفا وتل أبيب.
وفي تسريبات اولية متتالية لوسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن «حادث صعب جدًا في لبنان مع جنود لواء غولاني»، والمستوطنون يطلبون رفع الصلوات لجنودهم. ثم حديث عن انهيار مبنى على جنود من الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان، وكشفت لاحقاً وتباعاً عن مقتل جندي إسرائيلي على الأقل وسقوط عدد من الإصابات بينها إصابات ميؤوس منها جراء حدث أمني جنوبي لبنان. ثم اعلنت عن 3 قتلى على الأقل وعدد من الإصابات الخطيرة. ثم كشفت عن إرتفاع عدد القتلى الى 5 ثم الى 7 ثم الى 9 وقالت: ان الحدث لم ينتهِ بعد.
وتبين ان قوة إسرائيلية معادية وقعت في كمين للمقاومة لدى محاولتها التقدم باتجاه مثلث التحرير بين عيترون وعيناتا وبنت جبيل، وتم نسف منزل دخلته مجموعة من جنود العدو عند اطراف عيناتا، فتناثرت جثثهم اشلاء، ثم دارت اشتباكات قوية بين المقاومين استمرت حتى بعد العصر بينما كان العدومستمراً في اخلاء القتلى والمصابين.
واوضح الاعلام العبري ان «الحادث الأمني الذي وقع جنوب لبنان اليوم استهدف الكتيبة 51 التابعة للواء غولاني».
وذكرت صحيفة «يديعوت احرنوت» ان الضابط والجنوب (الستة) القتلى وهم ينتمون للكتيبة 51 التابعة للواء غولاني، وسقطوا بكمين ومواجهة من مسافة صفر في الجنوب.
وذكرت القناة 12 الاسرائيلية اطلق خلالها صواريخ مضادة للدروع.
وحسب مراسل الشؤون السياسية في «القناة 12» الاسرائيلية يارون أفراهام فإن اطلاق النار على تل ابيب يثبت امتلاك حزب لله قدرات نارية واسعة، و«من يعتقد عكس ذلك هو مخطئ فالوضع ليس هكذا ابداً».
واعلن بيان للمقاومة انه مساء امس، وللمرة الثانية استهدف مجاهدو المقاومة، قاعدة الكرياه (مقرّ وزارة الحرب وهيئة الأركان العامّة الإسرائيليّة، وغرفة إدارة الحرب، وهيئة الرقابة والسيطرة الحربيّة لسلاح الجو) في مدينة «تل أبيب»، وأصابت أهدافها بدقّة.
يوم الشياح
اما في العدوان المتمادي على الاحياء السكنية، فقد كان يوم امس يوم التركيز على منطقة الشياح – الغبيري.فبعد غارات الليل والفجر والتي بلغت 12 غارة على الضاحية، استهدف منطقة الشياح بأكثر من ست غارات بعد تحذيرات جديدة للسكان، الذين سارعوا الى اخلاء المناطق لمحددة بالتحذيرات وسط حالة من الهلع. وهي المرة الأولى التي تستهدف فيها هذه المنطقة منذ بداية الحرب بهذه الكثافة، إذ طالت غارة واحدة منطقة الغبيري قرب حسينية الخنساء قبل شهرين تقريباً.
واستهدفت الغارات مبنى سكنيًّا بالقرب من أوتوستراد السيد هادي نصرلله بعد تقاطع المشرفية باتجاه روضة الشهيدين قرب حلويات الصفا. والمقر الرئيسي لكشافة الرسالة الاسلامية واذاعة «الرسالة» التابعة لحركة «امل» اللذين اصيبا بأضرار بالغة. ومبنى لجهة طريق المطار، ومبانٍ في شارع صغير وضيق عند المقبرة القديمة خلف حسينية وجامع الشياح القديم نزولا نحومستديرة المشرفية انهارت بالكامل. ومبنى قرب» بروستد الزهراء» في المشرفية. ولحسن الحظ فإن جميع المباني خالية من السكان حسبما افاد احد ساكني الحي لموقع ديربورن والا لكانت حصلت مجزرة كبرى.
كما استهدف العدو مبنى خلف دار الحوراء الذي قصفه بالليل في منطقة بئر العبد – حارة حريك القريبة من الغبيري. واغار العدو ايضا عند الظهر على حي اليلكي مجدداً.
وأغار الطيران الاسرائيلي فجرامس ،على شقة في مبنى سكني في منطقة دوحة عرمون قرب سوبر ماركت العطار نزلة البيادر، ما أدى إلى سقوط 8 شهداء وعدد من الجرحى، لجأوا الى المبنى وهم من قرية فرون الجنوبية.
اما في الجنوب فطالت الغارات والقصف المدفعي معظم قرى القطاعات الغربي والاوسط والشرقي. كما طالت الغارات مساء منطقة الهرمل في البقاع. واعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي: اننا إستخدمنا غواصات حربية في إطار عملياتنا العسكرية في لبنان.
البناء:
المقاومة تفعّل مرحلة تل أبيب بصواريخ ومسيّرات نوعية فوق وزارة الحرب
أردوغان يعلن وقف التجارة مع الكيان.. وبوريل يدعو لتعليق الحوار السياسي معه
كتب المحرّر السياسيّ
وسط ضجيج كثير عن أوراق يتمّ تداولها في مفاوضات يديرها المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين ومواعيد مفترضة لزيارته إلى بيروت ناقلاً حصيلة التفاوض الأميركي الإسرائيلي، كان الكلام الوحيد للميدان، حيث لا شيء جديد في السياسة، كما تؤكد مصادر متابعة عن قرب لمسار التفاوض.
في الميدان توقفت المرحلة الثانية من العملية البرية التي مهّد جيش الاحتلال لبدئها أمس، وجاءت البداية كارثية أفشلت انطلاق المرحلة الثانية، عندما وقعت سرية من جيش الاحتلال في كمين مركب ومعقد نصبته المقاومة لها، في تجمّع من الأبنية السكنية التي دخلتها مجموعات هذه السرية المكوّنة من عشرات جنود وضباط النخبة، بعد قصف مركز لطيران الاحتلال لهذه البنية، ليتفاجأ الجنود بأن عناصر المقاومة لا زالوا ينتظرون داخل المباني وخارجها، وينقضّون عليهم من كل اتجاه فيقتلون ويجرحون أغلب عناصر القوة، ثم يهاجمون وحدات الإخلاء والإسناد ويوقعون فيها قتلى وجرحى، اعترف الاحتلال بتسعة منهم، بينما تقول مصادر عسكرية أن الرقم أكبر بكثير، خصوصاً ان الكمين كان عبارة عن تقاطع نيران رشاشات متوسطة وفردية وقذائف مضادة للدروع وعبوات ناسفة تمّ توضيعها مسبقاً، وجرى تفجيرها لدى دخول عناصر الاحتلال في دائرة التفجير.
بالتوازي قامت المقاومة بتفعيل مرحلة جديدة من قتالها واستهدافاتها النارية رداً على المرحلة الثانية المفترضة للعملية البرية لجيش الاحتلال، وبدا عنوان تل أبيب هو الأقرب لما حملته ملامح المرحلة الجديدة، حيث تساقطت الصواريخ والطائرات المسيّرة من طرازات تستخدم للمرة الأولى وتعبر من فوق الدفاعات الجوية المتنوّعة التي توفر الحماية لعاصمة الكيان تل أبيب. وكانت الضربة الأهم في هذا السياق هي استهداف المقاومة للمقر السرّي لوزارة الحرب ورئاسة الأركان في قاعدة “الكرياه” الحصينة مرتين متتاليتين.
سياسياً، انتقلت قرارات عزل الكيان الى مستويات جديدة مع دخول تركيا والاتحاد الأوروبي على الخط، ولو بخطوات متأخرة ومحدودة، حيث أعلن الرئيس التركي رجب أردوغان وقف التعامل التجاري مع الكيان، بينما أعلن مفوّض الشؤون السياسية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن الاتحاد يتجه لوقف الحوار السياسي مع الكيان لافتقاده الشروط الموضوعة من الاتحاد لحوارات الشركاء، في ضوء الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال في غزة ولبنان.
وأقرّت وسائل إعلام العدو بمصرع 9 ضباط وجنود وإصابة عدد آخر لم تحدده، من جيش العدو الصهيوني فيما وصفته بـ «حادث صعب جدًا» في إحدى قرى الحافة الأمامية في جنوب لبنان.
وأوضحت وسائل إعلام العدو أن الضباط والجنود القتلى كانوا لجأوا إلى مبنى كانت المقاومة الإسلامية فخخته مسبقًا في إحدى القرى الحدودية في جنوب لبنان، وتمّ تفجيره ما أدّى إلى انهياره على من فيه من الجنود.
وقالت مصادر إعلامية أخرى إن المبنى تعرض لعدد من الصواريخ الموجهة أطلقها حزب الله ما أدى إلى انهياره على من فيه. وأشارت المعلومات إلى أن أغلب القتلى هم أشلاء مؤكدة إصابة عدد آخر من ضباط وجنود العدو بجروح مختلفة ما يجعل عدد القتلى مرشحًا للارتفاع.
وأكدت التقارير والمعلومات التي سمحت الرقابة العسكرية بنشرها أن هناك مفقودين تحت ركام المبنى المنهار وأن عمليات الإجلاء لا تزال مستمرة.
وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن الجنود الإسرائيليين الستة قتلوا في اشتباك من مسافة صفر مع مقاتلين من حزب الله كمنوا داخل مبنى قصف قبل دخول القوة الإسرائيلية في جنوب لبنان. وذكرت بأن الجيش يعتقد أن مقاتلي حزب الله خرجوا من نفق ثم غادروا.
وإضافة إلى هؤلاء أعلن الناطق باسم جيش العدو الصهيوني أن 3 جنود صهاينة أصيبوا في معارك في منطقة جنوب لبنان خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، عن “مقتل 103 جنود من لواء “غولاني” منذ بداية الحرب جنوب لبنان”.
وكانت المُقاومة الإسلاميّة، نفذت سلسلة من الضربات النوعية ضد أهداف عسكرية استراتيجية في عمق الكيان المحتل، حيث استهدفت وللمرّة الثانية، قاعدة الكرياه (مقرّ وزارة الحرب وهيئة الأركان العامّة الإسرائيليّة، وغرفة إدارة الحرب، وهيئة الرقابة والسيطرة الحربيّة لسلاح الجو) تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 120 كلم، في مدينة “تل أبيب”، بصواريخ باليستيّة من نوع “قادر 2”، وأصابت أهدافها بدقّة”.
كما استهدف مجاهدو المُقاومة للمرّة الأولى، شركة صناعات الأسلحة العسكريّة «IWI»، التي تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 110 كلم، في رمات هشارون في ضواحي مدينة “تل أبيب”، بصلية من الصواريخ النوعيّة، وأصابت أهدافها بدقّة.
كما قصفت قاعدة غليلوت (مقر وحدة الاستخبارات العسكرية 8200) في ضواحي تل أبيب، التي تبعد عن الحدود اللبنانية الفلسطينية 110 كلم، بصليةٍ من الصواريخ النوعيّة.
وأعلنت المقاومة أنّها أدخلت إلى الخدمة صاروخ “فادي -6” كسلاح صاروخيّ دقيق يبلغ مداه 225 كيلومترًا ويستخدم في توسيع رقعة العمليات العسكرية.
ونشر الإعلام الحربي في المقاومة مقطع فيديو تضمن بطاقة تعريف بالصاروخ “فادي -6” الذي أدخل إلى الخدمة الفعلية الثلاثاء الماضي.
ويبلغ قطر الصاروخ الدقيق 302 ملم مع رأس حربي زنة 140 كيلوغرامًا بينما يصل الوزن الكلي للصاروخ إلى 650 كيلوغرامًا. ويعتبر “فادي 6” صاروخ أرض – أرض تكتيكي ويستخدم في القصف المساحي بهامش خطأ ضئيل، حسب بطاقة التعريف.
وأشارت بطاقة التعريف بالصاروخ الجديد إلى أن “فادي 6” يستخدم لتوسيع رقعة العمليات إلى مناطق العمق ويمكن إطلاقه من منصات ثابتة أو متحركة ويعمل بالوقود الصلب المركب.
وكان الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وجّه رسالة إلى مجاهدي المقاومة الإسلامية ردًا على رسالتهم، وفي ما يلي نص الرسالة: ومما جاء فيها: “أنتم الرؤوس المرفوعة تكسر الذلّ والاستسلام…
أنتم الإباء تُزلزلون أركان الصهيونية… أنتم أمواج الخير تُسقطون عربدة الشرّ…
أنتم مستقبلنا الواعد يا صخور الصمود وثبات الأرض… أنتم ماء حياتنا، ونور طريقنا إلى سعادتنا…
أُقبّل أياديكم والأرض التي داستها أقدامكم…
وأُقبّل جباهكم وطلقات الرصاص تنحر أعداءكم…
يا أولي البأس كيف تماهيتم بعشق الله تعالى فمدّكم بأنواره…
كيف أدّيتم صلواتكم فتضاعفت قوّتكم وانطلقت صواريخكم وطائراتكم تُزلزلهم…
كيف اقتحمتم غمار الموت وبقيتم تُواجهون…
كيف تخليّتم عن كل شيء فربحتم الأفضل من كل شيء…
كيف تُقاومون وتزرعون الأمل فينا…
ما أروعكم تُحبّون الحياة العزيزة…
وما أعظمكم لا تقبلون إلا إحدى الحسنيين…
لي الفخر أن أكون معكم على نهج الأمين المؤتمن (قدّس سرّه)
وهنيئًا لمن نَهل من عطاءات شهدائكم، وعنفوان جهادكم وتفانيكم وإخلاصكم…
كل الأنظار مُتّجهة إلى مقاومتكم يا رجال الله في الميدان، يا رجال حزب الله…
يا إكسير الحياة العزيزة…
أشكر الله تعالى أن اختارني واحداً منكم”.
في المقابل نعى رئيس حكومة الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في صورة نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي قتلى الجيش الإسرائيلي من لواء غولاني في جنوب لبنان.
وعلى الرغم من عجز الجيش الإسرائيلي عن تحقيق أهدافه في العملية البرية وتعرّضه لخسائر فادحة بشرية ومادية، لا يزال وزراء العدو ينكرون الواقع ويعلنون الاستمرار في العمليات البرية والجوية في لبنان، إذ ادعى وزير حرب العدو يسرائيل كاتس، أن “سنواصل ضرب حزب الله في بيروت وبقية أنحاء لبنان حتى تحقيق أهداف الحرب”.
وأشارت مصادر ميدانية لـ”البناء” إلى أن قوات الجيش الإسرائيلي خرجت بشكل كامل من مدينة الخيام بعد عجزها عدة مرات وعلى مدى أسبوعين من دخولها والبقاء فيها والسيطرة على التلال الحاكمة فيها، مؤكدة سيطرة حزب الله على الميدان والتحكم بمسار المعركة واتباع تكتيكات عسكرية ترفع كلفة العملية البرية إلى الحد الأقصى، وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي يُغيّر أهداف العملية العسكرية وفق تطورات الميدان ويعدل خططه وفق مسار المعركة.
وأشار خبراء عسكريون لـ”البناء” الى أن “الجيش الإسرائيلي فقد الزخم الذي بدأ فيه حربه على لبنان وعمليته العسكرية، وهو رغم كل عمليات القصف والتدمير والتهجير ونسف قرى بأكملها واستخدام أحدث التكنولوجيا في العالم وكل الضربات الأمنية التي وجهها لحزب الله لم يستطع السيطرة على قرية كاملة والبقاء فيها والاستناد اليها للتقدم باتجاه قرى الخطوط الخلفية من الجنوب”.
ولفت الخبراء الى أن “رئيس الأركان الإسرائيلي قال إنه صادق على توسيع العملية العسكرية لكن لم يقل كيف، وهل سيدخل بشكل أوسع باتجاه الليطاني أو فقط سيكتفي بالقصف الجوي ومزيد من تدمير ونسف القرى من الخط الثاني؟”.
وشكك الخبراء بـ”قدرة الجيش الإسرائيلي على التوغل في قرى الصف الثاني من دون التأكد من تأمين الخطوط الأمامية أو قرى الحافة الأمامية، أو ما يعرف بالعلم العسكري “تأمين ظهر الجيش”، وما وقوع قوة إسرائيلية في كمين للمقاومة في الخط الأمامي إلا دليل على ذلك، إضافة الى ما أوردته قناة الـ12 الإسرائيلية بأن الصواريخ لا تزال تنطلق من قرى الحافة الأمامية باتجاه القوى المهاجمة وشمال فلسطين”. كما لفت الخبراء الى أنه “إضافة الى العوامل الجغرافية وطبيعة التضاريس في الجنوب، فإن الظروف المناخية مع قدوم فصل الشتاء ستشكل عاملاً سلبياً للجيش الإسرائيلي على الصعيد البري والجوي”.
وعلى وقع ضربات المقاومة في الميدان، لا يزال المشهد التفاوضي والسياسي ضبابياً، في ظل معلومات وتحليلات متعاكسة حول احتمال التوصل إلى هدفه على الجبهة الجنوبية، ففي حين تشير تقديرات جهات دبلوماسية أوروبية لـ”البناء” الى أن الاتجاه نحو التوصل الى اتفاق لوقف النار خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع وبالحد الأقصى قبل مطلع العام المقبل على اعتبار أن “إسرائيل” لم تحقق الأهداف الاستراتيجية للحرب رغم أنها حققت بعض الأهداف التكتيكية إضافة الى أن الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب يريد أن يتسلّم وتكون الحرب في لبنان وغزة قد انتهت، على أن يتظهر التوجه الأميركي الجديد بعد اجتماع ترامب – بايدن”.
في مقابل ذلك نفت أوساط سياسية محلية لـ”البناء” علمها باقتراب وقف إطلاق النار، مشيرة الى أن المعنيين بالتفاوض في لبنان “لم يتسلموا أي صيغة أو اقتراح حتى الآن ولم يحدّد أي موعد لزيارة الموفد الأميركي أموس هوكشتاين الى بيروت”.
ووضعت الأوساط التصعيد الإسرائيلي الدموي ضد لبنان في “إطار الضغط على لبنان لفرض الشروط الإسرائيلية عليه عندما تقترب لحظة التفاوض ويعود هوكشتاين الى بيروت”.
وشدّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله في الذكرى الأربعين لاستشهاد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين في تصريح له من مجلس النواب أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يأخذ في السياسة ما لم يأخذه في الحرب ولن نقبل بأن يخضع لبنان للشروط الإسرائيلية والعدو وكل من يعتقد أن الوحشية الإسرائيلية تدفعنا للقبول بشروط العدو فهو واهم ونحن اليوم أكثر من أي وقت مضى متمسكون بالمقاومة”، مضيفاً: “قرارنا وقرار شعبنا هو المواجهة والمقاومة وبلدنا لن يخضع لشروط العدو”.
واعتبر فضل الله أنه “حتى هذه اللحظة العدو لم يتمكن من الاستقرار على أرضنا لأنّ المقاومة تمنعه”، معتبراً أن “بنت جبيل وأخواتها من القرى أذلّت وحدات النخبة في قوات الاحتلال في العام 2006 وهو يحاول اليوم الانتقام منها”. وتابع: “بعدما استنفد العدو حملته البرية والتي فشل فيها دفع المقاومين ومنع إطلاق الصواريخ يعلن عن مرحلته الثانية”.
ولفت فضل الله الى ان “حزب الله يعمل على استيعاب موجة النزوح الواسعة ويتولى تأمين أغلب المستلزمات من خلال تشكيلاته المُعدة سلفاً”.
بدوره، أشار النائب علي حسن خليل، الى أننا “توافقنا سابقا مع هوكشتاين على صيغة اتفاق يتم عرضها على “إسرائيل” وحتى الآن لم تصلنا أي ملاحظات ولا ردود بشأن الصيغة التي ناقشناها”.
وأكد خليل، في تصريح تلفزيوني أنه “لم يحصل أي اتصال جديد بين هوكشتاين ونبيه بري، وهوكشتاين أفادنا بأنه يواصل مهمته بشأن مساعي الوصول لاتفاق”، لافتاً الى أننا “ننتظر الحصول على مسودة جديدة تتضمن صيغة اتفاق”.
وشدد على أن “موقف لبنان واضح هو الالتزام بالقرار 1701 بكل بنوده من الطرفين، ومتمسكون بآليات واضحة في تطبيق القرار 1701”، مضيفاً “لا نمانع من مشاركة أميركية وفرنسية في مراقبة وقف إطلاق النار”. وتابع “لا تحفظ لدينا على التطبيق الدقيق والحرفي للقرار 1701”.
واشار وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الى أن المسؤولين الإسرائيليين يصرون على الاحتفاظ بالقدرة على ضرب لبنان في أي لحظة، ضمن شروط التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مع حزب الله.
وأوضح الوزير الفرنسي في جلسة برلمانية بعد إجراء محادثات في “إسرائيل” الأسبوع الماضي، أن الشروط يرددها المسؤولون الإسرائيليون بشكل متزايد. وأضاف بارو، الذي أجرى محادثات مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ووزير الحرب الجديد يسرائيل كاتس الأسبوع الماضي، “نسمع اليوم في “إسرائيل” أصواتاً تطالب بالاحتفاظ بالقدرة على توجيه الضربات في أي لحظة بل وغزو لبنان كما هو الحال مع سورية المجاورة”. وأكد بأن “هذا لا يتوافق مع سيادة دولة قوية”.
وأفادت صحيفة “يسرائيل هيوم”، بأنه “يتوقع أن يعرض الموفد الأميركي أموس هوكشتاين اتفاق وقف إطلاق النار على لبنان خلال أيام”. فيما أفادت “يديعوت أحرونوت” عن مسؤول كبير، عن “المحادثات مع واشنطن بشأن ترتيب إنهاء القتال ضد حزب الله في مراحلها النهائية”.
وركز العدو الإسرائيلي عدوانه على الضاحية الجنوبية لبيروت على دفعتين صباحية ومسائية، حيث استهدف مساء أمس، بعدد من الغارات، مناطق حارة حريك وبرج البراجنة، وقد سمع صوت القصف في أرجاء مدينة بيروت.
وكان العدو استهدف الضاحية الجنوبية بسلسلة من الغارات صباح أمس، حارة حريك والليلكي والغبيري. كما استهدفت غارة مبنى قرب “بروستد الزهراء” في المشرفية، وهي المرة الأولى التي تستهدف فيها هذه المنطقة منذ بداية الحرب، وسادت حالة من الهلع بين المواطنين.
واستهدفت غارة الشياح وأخرى مبنى سكنيًّا بالقرب من أوتوستراد السيد هادي نصرالله بعد تقاطع المشرفية باتجاه روضة الشهيدين.
وكانت طائرات العدو أغارت فجر أمس الأول على شقة في مبنى سكني في منطقة دوحة عرمون قرب سوبر ماركت العطار، ما أدّى إلى إصابة المبنى بأضرار كبيرة شملت طوابق عدة حيث اندلعت النيران فيها وسادت حال من الهلع وترك المواطنون مكان سكنهم ونزلوا إلى الشوارع خوفاً من غارات أخرى.
وأعلنت وزارة الصحة العامة أن الغارة أدت إلى سقوط ستة شهداء، ورفعت أشلاء من المكان يتم التحقق من هوية أصحابها إضافة إلى إصابة خمسة عشر آخرين بجروح.
المصدر: صحف
أخبار متعلقة :