نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. هل استوت «طبخة التهدئة» في لبنان؟, اليوم الاثنين 25 نوفمبر 2024 11:16 مساءً
نشر في الشروق يوم 25 - 11 - 2024
على وقع التصعيد الحاد وتبادل الضربات القوية في اليومين الأخيرين، يستعدّ الكيان الصهيوني ولبنان والمقاومة الى الدخول في مرحلة تهدئة وإن كان لا يزال هناك العديد من النقاط الخلافية.
كل المؤشرات والمواقف سواء الصهيونية أو الامريكية من جهة، ومواقف المسؤولين في لبنان وحتى "حزب الله" توحي بقرب إبرام اتفاق تهدئة بين الطرفين المتصارعين اللذين يخوضان حربا طاحنة على الأقل في الأسابيع الأخيرة.
اتفاق التهدئة وإن حصل، فرضته حاجة ملحّة للطرفين (الكيان الصهيوني و"حزب الله" والدولة اللبنانية) ألا وهي تنفّس الصعداء أوّلا واعادة قراءة الواقع، وثانيا استحالة الحسم العسكري على كلا الجهتين مع الخسائر الفادحة على كلا الجهتين أيضا.
بالنسبة للكيان الصهيوني فإن اتفاق التهدئة، يأتي لعاملين أساسيين أوّلهما التكلفة الباهظة للقصف الصاروخي من لبنان ونفس الأمر في عملية التوغّل البرّي الذي وضع جنود جيش الاحتلال كفريسة سهلة لقوات "حزب الله" الخبيرة والمتمرّسة جدّا.
أما العامل الثاني فهو تكلفة الجبهة الداخلية، حيث لا يزال أكثر من 100 ألف مستوطن مهجّرين من الشمال، بالإضافة الى تزايد تهجير مستوطني مستوطنات أخرى طالتها صواريخ "حزب الله" مع توسيع جبهة الاستهداف الصاروخي لمناطق جديدة و الضرّر الكبير الذي حدث خاصة في جولة الأحد الماضي.
الأهمّ من ذلك كلّه أن هناك فشلا صهيونيا مكتمل الأركان في ما يسمّيه الاحتلال القضاء على قدرات "حزب الله" الصاروخية. حيث ارتفعت وتيرة الصواريخ والمسيّرات المطلقة تجاه الأراضي المحتلة رافقها فشل ميداني في القضاء على البنية التحتية لحزب الله وفشل دفاعي من 3 منظومات دفاع جوّي في اعتراض هذه الصواريخ والمسيّرات.
وبالمحصّلة هناك قناعة صهيونية وأمريكية أن هذه الجبهة أصبحت مستنزفة جدا لقدرات الاحتلال المادية والبشريّة. وهي بالتالي حرب عبثيّة لا يجب أن تستمرّ، خاصّة في ظلّ رؤية أمريكا أن الاحتلال حقّق أحد أهدافه الكبرى بتصفية أغلب قيادات حزب الله.
على الجانب الآخر، فإن حزب الله ولبنان كدولة يريدان التهدئة، فمن جهة حزب الله يريد وقتا مستقطعا لإعادة ترتيب أوراقه وقواته وتنظيمه الداخلي، ومن جهة أخرى تريد لبنان كدولة أن يتوقّف هذا الدمار الكبير في وقت تعاني فيه البلاد أصلا من أزمة اقتصادية طاحنة.
وما يؤجّل هذه الزّيجة الآن هو التعنّت الصهيوني، فمن جهة يرفض حلفاء نتنياهو المتطرّفون في الحكومة إبرام أي اتفاق قبل تحقيق نصر عسكري حاسم، ويهدّدون نتنياهو سياسيا من خلال إسقاط الحكومة.
ومن جهة أخرى، يسعى الكيان الصهيوني الى نصر سياسي فشل في تحقيقه عسكريا، من خلال الإصرار على حرّية الاعتداء على لبنان متى ما أراد ذلك، وهو أمر يرفضه حزب الله والدولة اللبنانية.
ففي لبنان يريدون صفقة كاملة دون تعديلات على القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن، بينما يريد الاحتلال صفقة وفق أهوائه ورغباته عبر إدخال تعديلات على هذا الفصل تسمح له بحريّة العمل في الأجواء اللبنانية متى شاء.
وآخر التطوّرات في هذه النقطة المفصلية الخلافية، تتحدّث عن ضمانة أمريكية للاحتلال حتى لا يتمّ اختراق الهدنة المتوقّع ابرامها من كلا الطرفين. لكن التاريخ علّمنا أنه لا ثقة ولا أمان في الاحتلال الاسرائيلي او راعيه الرسمي الولايات المتحدة الأمريكية .
بدرالدّين السّيّاري
.
أخبار متعلقة :