نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. وقف إطلاق النار... شهادة على إفلاس الاحتلال الاستراتيجي, اليوم الجمعة 29 نوفمبر 2024 09:54 مساءً
نشر في الشروق يوم 29 - 11 - 2024
ترجم اتفاق وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني والمقاومة اللبنانية عن حالة من الإفلاس الاستراتيجي للاحتلال الإسرائيلي، الذي كان يعتقد أنه قادر على تحطيم إرادة المقاومة في لبنان وغزة. هذا التوقف المؤقت للعدوان يمثل اعترافًا بعجز "إسرائيل" العسكري والسياسي أمام صمود المقاومة، التي أثبتت قدرتها على فرض واقع جديد لا يمكن للكيان الصهيوني البقاء فيه في موقع القوي... هو إقرار بهزيمة "إسرائيل" وفشلها الذريع في محاولاتها لتدمير محور المقاومة أو تحقيق اي تفوق عسكري حاسم.
الفشل الذي تكبده الاحتلال لم يكن مجرد هزيمة عسكرية، بل كان انهيارًا لمنظومة الاحتلال التي طالما تفاخر بها. ففي غزة، تصدّت المقاومة الفلسطينية للعدوان الوحشي، وأثبتت أن الاحتلال مهما تجبر، سيظل عاجزًا أمام إرادة الشعب. وبالرغم من الحصار والعدوان، استمر المقاومون في معركتهم البطولية، مسطرين ملحمة جديدة ضد أكبر آلة حرب في المنطقة. وفي لبنان، لعب حزب الله دورًا محوريًا في الحفاظ على معادلة الردع ضد الاحتلال، حيث أكد أن الحدود الجنوبية للبنان لن تكون أبدًا تحت هيمنة "إسرائيل"، وأن كل قطرة دم فلسطينية ستقابل بمقاومة لبنانية.
وقد اكتشف الكيان المحتل أن محور المقاومة يمتد من غزة إلى بيروت، وأن أي محاولة لاستهداف إحدى جبهات المقاومة ستكون ضربة لقلب المقاومة العربية. هذه الحقيقة أصبحت واضحة في صراع مستمر يظهر فيه تكامل بين جبهات المقاومة، رغم محاولات الاحتلال المتكررة لعزلها.
وعلى الصعيد السياسي، شكلت المذكرة الدولية ضد قادة الاحتلال، وخاصة نتنياهو ووزير دفاعه غالانت، نقطة تحول في النظرة الدولية إلى جرائم الاحتلال. كانت هذه المذكرة صفعة دبلوماسية ل"إسرائيل"، وأسفرت عن عزلها سياسيًا على الساحة الدولية. ففي الوقت نفسه، بدأت الإدارة الأمريكية، رغم محاولاتها لدعم الاحتلال، تدرك أن التحالف مع "إسرائيل" أصبح عبئًا ثقيلًا في ظل تصاعد الاحتجاجات العالمية ضد سياسات الاحتلال.
وعسكريًا فشلت "إسرائيل" في مواجهة تكتيكات المقاومة التي استخدمت الطائرات المسيرة والصواريخ الدقيقة لتهديد العمق الإسرائيلي. هذا كشف عجز الجيش الإسرائيلي في مواجهة الأسلحة غير التقليدية، التي أصبحت عنصرًا أساسيًا في معادلة جديدة لا يعرفها الاحتلال. علاوة على ذلك، شهد الجيش الإسرائيلي تراجعًا داخليًا، مع تزايد رفض الجنود للخدمة العسكرية، خاصة في صفوف الحريديم...أما الاقتصاد الإسرائيلي، فقد تكبد خسائر فادحة جراء استمرار الحرب، حيث أُغلِق أكثر من 59,000 شركة. هذه الخسائر كشفت زيف ادعاءات الاحتلال بأن الحرب ستكون سريعة ومحدودة التكلفة. وأكدت هذه الأزمة أن حروب الاحتلال الطويلة لا يمكن لاقتصاد "إسرائيل" أن يتحمل تبعاتها.
وفي العموم لا بد ان ندرك ان اتفاق وقف إطلاق النار ليس سوى فرصة للكيان الإسرائيلي لإعادة ترتيب أوراقه، لكنه يبقى شهادة على الفشل الذريع لهذا الاحتلال في تحقيق أهدافه. إذا كان الاحتلال الإسرائيلي قد راهن على قوته العسكرية والاقتصادية لإخضاع المقاومة، فإنه اليوم يدرك أن إرادة الشعوب أقوى من أي آلة حرب. المقاومة اليوم هي التي تفرض الواقع على الأرض، والاحتلال الذي كان يعتقد أنه لا يُقهر أصبح اليوم يبحث عن تهدئة. هذه ليست نهاية المعركة، بل هي بداية حقبة جديدة من التحدي، حيث تزداد المقاومة قوة والاحتلال ينهار من الداخل.
ناجح بن جدو
.
أخبار متعلقة :