نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بورصة تونس في نوفمبر 2024: نمو متباين في سياق ديناميكي, اليوم الثلاثاء 10 ديسمبر 2024 03:03 مساءً
نشر في الشروق يوم 10 - 12 - 2024
شهدت بورصة تونس في نوفمبر 2024 تطورات ملحوظة، حيث أظهر مؤشر "تونيندكس" تذبذبات تعكس حالة من التوقي على مستوى إدارة المحافظ المالية والاهتمام المتزايد بالأسهم الصاعدة من قبل المستثمرين.
وشهدت السوق المالية تسجيل مؤشرها الرئيسي لارتفاع طفيف حيث وصل إلى 9865.77 نقطة، إلا أن حجم التداولات شهد انخفاضًا نسبيا، مما يعكس التحديات التي تواجه الاستثمار المالي في علاقة بالأساس بتغيرات الأوضاع الاقليمية والعالمية. ويكشف التحليل القطاعي عن فوارق ملحوظة.
فقد كان أداء قطاعي المواد الأساسية والخدمات المالية جيدا، حيث سجلا على التوالي زيادتين بنحو 7.57% و0.97%. وفي المقابل، شهد قطاعا الصناعات الغذائية الزراعية والسلع الاستهلاكية تراجعا طفيفا، مما يعكس التحديات التي تواجه هذه القطاعات الرئيسية في الاقتصاد الوطني. وتراجع إجمالي حجم التداول بنسبة 75.7% مقارنة بالشهر السابق، ليبلغ 86.7 مليون دينار. ويعود هذا الانخفاض الكبير جزئيا إلى عدم تجديد عقد السيولة Smart Tunisie والإعلان عن توقف نشاط شركة Best Invest وأدت هذه الوضعيات المستجدة إلى انخفاض العرض واهتمام المستثمرين.
وعلى الرغم من هذا التباطؤ، لا تزال أسس السوق المالية قوية. وارتفعت الإيرادات التراكمية للشركات المدرجة بنسبة 3.6% خلال الأشهر التسعة الأولى من العام. ومع ذلك، تفرض الاوضاع على الفاعلين الاقتصاديين في بورصة تونس التغلب على العديد من التحديات لاستعادة ديناميكية مستدامة. ومن بين هذه العوامل، يمكن ذكر تحسن السيولة وجذب المستثمرين الأجانب وتعزيز ثقافة سوق الأوراق المالية بشكل أكثر رسوخا لدى المتعاملين الاقتصاديين لا سيما أصحاب المؤسسات الصغرى والمتوسطة. وبقي توزيع القيمة السوقية متركزاً على البنوك التي تمثل 45.04% من الإجمالي.
وتمثل الشركات الخمس الكبرى، وهي BIAT وSFBT والتجاري بنك ومجموعة بولينا القابضة وBT، وحدها 45,83% من إجمالي الرسملة. ويعكس هذا التركيز العالي أهمية القطاع البنكي في الاقتصاد التونسي. رغم الضغوط الحالية، تبقى الأسس الاقتصادية للبلاد قوية الى حد بعيد. فقد أظهرت الشركات المدرجة تحسنًا في إيراداتها، حيث سجلت زيادة متوسطة بنسبة 9.3% مقارنة بالعام السابق.
ومع ذلك، فإن الوضع الاقتصادي العالمي والتوترات الجيوسياسية قد تؤثر على مستوى تعاملات المستثمرين في المستقبل القريب لا في السوق المالية التونسية فحسب وعلى الصعيد العالمي ككل. ويرى خبراء أن الوضع يتطلب من المستثمرين توخي الحذر ومتابعة التطورات عن كثب لضمان اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة. وتستمر بورصة تونس في مواجهة تحديات متعددة، حيث تعكس التحولات الأخيرة حالة من التماسك لدى المستثمرين، بينما يسعى الفاعلون السوق إلى استدامة الاستقرار والنمو، ويبقى الأمل معقودًا على قدرة الشركات والجهات المعنية على تجاوز التحديات الحالية وتعزيز الثقة في البيئة الاستثمارية المحلية.
الأخبار
.
أخبار متعلقة :