مع الشروق .. جبهة سوريا

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. جبهة سوريا, اليوم الأحد 1 ديسمبر 2024 12:00 صباحاً

مع الشروق .. جبهة سوريا

نشر في الشروق يوم 30 - 11 - 2024

2335533
منذ اسابيع وقع الحديث عن عمليات نقل حثيثة لقوات أمريكية ومعدات عسكرية من القواعد الأمريكية في العراق إلى القواعد اللاشرعية الأمريكية في شرق سوريا و تحديدا شرق نهر الفرات حيث تحتل الولايات المتحدة كامل الشرق السوري في اعتداء واضح على القانون الدولي و على سيادة الدول. ولما كان الحدث اللبناني يستأثر باهتمام إعلامي فإن تلك التحركات العسكرية الأمريكية لم يلتفت إليها الإعلام و الحال أنها كانت ضمن خطوة لما يحدث اليوم في سوريا.
لم يكن من الصدفة أن تقف الحرب في لبنان لتشتعل جبهة سوريا، وكأن الصهاينة و الأمريكان و من والاهم من العُربان، قد استعدوا جيدا لإعادة إحياء غرفة العمليات العسكرية التي كانوا قد شكلوها في عام 2011 باعتراف صريح من حمد بن جاسم وزير خارجية قطر آنذاك. فالهجوم الذي يقوده الدواعش في الشمال السوري على كل من إدلب و حلب، ليس أمرا اعتباطيا خاصة وأن قوتهم النارية تشير إلى ان تسليح هذه الجماعات لم يتوقّف و أن دعمها كان مستمرا من أجل مثل هذه اللحظة التي يراد منها الاستفراد بسوريا بعد أن تم إخماد النار في لبنان و بعد ان تم تكبيل المقاومة بحبل الاتفاق الأمريكي الصهيوني و استثمار حدث غياب السيد نصر الله.
تقول عدة تقارير إنّ العملية الأخيرة "هي أكبر عملية وأكثرها تعقيداً في السنوات القليلة الماضية، ويمكن مقارنتها بالعملية التي قامت بها فصائل المعارضة المسلحة عام 2015 عندما استولت على إدلب". و عليه فإن صدها لا يكون إلاّ بقدرات عسكرية و بشرية قادرة على سحق هذه الجماعات. ولكن هناك معطيات متغيّرة فكثير من المقاتلين كانوا من حزب الله قبل سنوات لمّا استطاعوا رد العدوان، وهؤلاء عادوا إلى لبنان و انخرطوا في الصراع مع الكيان، ويمكن أن تكون هذه العملية هي محاولة لاستدراج سوريا لحرب استنزاف طويلة الأمد قصد إلحاق الهزيمة بالجيش السوري الذي استطاع الصمود في حرب دولية على بلده طيلة 13 عاما كاملة.
إن تحرك الدواعش في هذا التوقيت بالذات لا ينفصل عما حدث في لبنان، لأنّ المهندس واحد، واطماعه واحدة. ولكن يغيب عن الحلف الصهيوني الأمريكي، أن إرادة شعوب المنطقة أقوى من كلّ كسر. فالعراق الذي أعدم رئيسه في العام 2003، على يد الأمريكان ها قد عاد إلى ساحة المعركة ضد الأمريكان نفسهم وضد حليفهم الصهيوني. وحتى إن كانت سوريا هي الحلقة المستهدفة الآن فإنّ السوريين سيواجهون العدوان و ينتصرون عليه و يذلّون أذياله الخائبة.
كمال بالهادي

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق