نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالًا تحليليًا يوم الأربعاء، تناولت فيه تأثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان على احتمالات تحقيق السلام في قطاع غزة. وأشارت الصحيفة إلى أن السلام الإقليمي الدائم يجب أن يبدأ من غزة، التي لا تزال تعاني من التدمير الوحشي واستمرار العنف.

وأوضحت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أبدى تفاؤلًا كبيرًا بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة أمريكية بين إسرائيل وحزب الله، مشيرًا إلى أن الاتفاق "يُذكّرنا بأن السلام ممكن". ومع ذلك، وصف المقال هذا التفاؤل بأنه مفرط، بالنظر إلى إخفاق الإدارة الأمريكية في كبح تجاوزات إسرائيل بعد 7 أكتوبر 2023.

وأضاف المقال أن الاتفاق الجديد، الذي يستند إلى قرار مجلس الأمن لعام 2006، يلزم القوات الإسرائيلية بالانسحاب من جنوب لبنان، في حين ينسحب حزب الله شمال نهر الليطاني. ورغم ذلك، ترى الصحيفة أن هذا التقدم على الجبهة الشمالية قد يمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حرية أكبر لمواصلة سياساته العدوانية في غزة وأماكن أخرى.

وأكد المقال أن نتنياهو لم يظهر أي رغبة في الدخول بمحادثات سلام تتعلق بغزة، خاصة بعد انسحاب قطر من دور الوساطة بسبب إحباطها من موقف إسرائيل. وشددت الصحيفة على أن أي تسوية دائمة للصراع في المنطقة يجب أن تشمل غزة، مع توفير الظروف الواقعية لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.

واختتمت الصحيفة بمقولة للأسقف السلفادوري الراحل أوسكار روميرو: "السلام ليس صمت المقابر، بل هو العدالة التي تمنع القمع والعنف". وأشارت إلى أن مصلحة نتنياهو السياسية تكمن في استمرار حالة الطوارئ الوطنية وإرضاء اليمين المتطرف في حكومته، الذي يطمح إلى بناء مستوطنات جديدة في غزة.

وفي ظل استعداد دونالد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض، أعربت الغارديان عن أملها في أن يفرض الواقع حلولًا جديدة، مؤكدة أن التطورات الإيجابية في الشمال تقدم قليلًا من العزاء لسكان غزة الذين يعيشون مأساة مستمرة.